المتابع لسير الأوضاع في البلاد يجدها تتجه بخطى حثيثة صوب المجهول.. فالاقتصاد شبه منهار.. والأمن يكاد ينعدم.. والكهرباء تشهد تقطعات متواصلة .. والإعلام منفلت.. و القضاء يغرد خارج السرب.. والمواطن البسيط والمغلوب على أمره لم يعد باستطاعته الصمود أمام موجه المحبطات والمشاكل والأزمات..
في مقابل ذلك نجد من ينعت ثورة الربيع اليمني ويصفها بأقبح الصفات.. مع أن الثورة الشبابية السلمية العظيمة التي أذهلت العالم بسلمتيها ومدينتها بريئة مما يقال عنها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.. فقد كانت ولا زالت وستظل أنشودة كل مواطن يمني حر وشريف.... استطاعت وبفضل الله تعالى أن تنهي مشروع التوريث البغيض للفرد والحزب المستفرد بالسلطة والثروة، وفتحت المجال لأول مرة في تاريخ اليمن أمام المشاركة الحزبية والشعبية الواسعة.. باعتبار أن المشاركة في الحياة السياسية ليس حكراً على فئة أو جماعة أو حزب أو طائفة أو قبيلة أو شخص معين بل هي ملك لجميع المواطنين اليمنيين وحق من حقوقهم المكفولة دستوراً وقانوناً..
والحاصل أن هناك من يخلط بين شعبان ورمضان فيعيد أسباب تردي الأوضاع المعيشية في البلاد إلى قيام الثورة الشبابية، وكأننا كنا نعيش في مستوى يشبه الأحلام قبل.. حتى نجي ونترحم اليوم على العهد السابق.. فهذا بالفعل ما يريد أزلام النظام السابق وزبانيته إيصالنا إليه ..حتى يتلذذوا بمعاناة الناس.. وهنا لا نلوم أصحاب المصالح الضيقة من اتباع النظام السابق، وإنما نلوم السلطات الحالية التي تحكم البلاد اليوم وتديرها.. كونها فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة البلاد وتأمين حياة الناس وتوفير الأمن والأمان .. لأنها للأسف تمارس نفس السياسات الخاطئة التي برع بها النظام السابق فيها ..فالحكومة مثلاً تفاوض من يقطعون الطرق ويفجرون أنابيب النفط والغاز.. ويعتدون على أبراج الكهرباء ويختطفون الأجانب ويروعون الآمنين ويقلقون السكينة العامة والخاصة، ويفجرون الحروب والأزمات ويعيثون بالأرض فساداً.
لقد نست الحكومة أو تناست الدور المناط بها كحكومة نالت ثقة الشعب واختارها لتكون أمينة على مصالحه وحريصة على أمنه واستقراره. فهل تعي حكومة الفشل الوطني ذلك؟؟ وهل تدرك أنها بتصرفاتها الخاطئة تلك وبتهاونها وتقصيرها باستخدام قوة النظام والقانون وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن المواطن والوطن أنها بتصرفاتها تلك تفتح شهية المخربين والفاسدين والعابثين لتكرار جرائمهم وتنفيذ مخططاتهم التآمرية ومشاريعهم التخريبية..
أخيراً على الحكومة أن تسارع إلى إعادة النظر في سياساتها وتصرفاتها وطريقة إدارتها للبلاد وتعاملها مع الأزمات، وأن تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن وإلحاق الضرر فيه، وإلا فعليها أن تقدم استقالتها وتترك المجال لمن هم أهل لتحمل المسئولية غيرها.
موسى العيزقي
حكومة الفشل الوطني..! 1345