عندما أرى حالنا اليوم استغرب كيف وصلنا ولماذا نحن هكذا؟ هل من المعقول أننا لم نستوعب التغيير بعد؟ أم أنه لا يوجد تغيير أصلاً؟ كل هذا وأكثر يدور يومياً في مخيلتي ولم ألقِ له جواب غير أننا شعب ولد على دكتاتورية وترعرع في بيئة مليئة بالأضغان والمآسي ..
كيف لا ونحن منذ نعومة أظافرنا نتجرع ويلات من الجرع والأزمات المفتعلة عيني عينك؛ بعضها من النظام الحاكم والأخرى تدار بأيادي داخلية ودعم خارجي والهدف هو أن لا يفيق هذا الشعب المغلوب على أمره ويبقى في سبات نومه العميق.
بالله عليكم أليس من حقنا أن نعيش مثل بقية الدول فهم ليسوا أفضل منا بشيء كلنا عيال تسعة والرازق هو واحد أحد .
ثورة الشباب اليمني بدأت صحيحة ومنطقية, والهدف كان لتصحيح مسار حقيقي وليس من أجل مناصب ولا حوارات لكنها للأسف الشديد انكمشت وضعفت أو بلأصح نستطيع القول: تمخض الجبل وولد فاراً بالفعل حين دخلت فيها الأحزاب السياسية المتهالكة مع النظام والشريكة معه بالظلم منذ زمن طويل إذا صح التعبير. الكل يعرف ويعي جيداً أن دولة اليمن ليست فقيرة لا بالمشتقات النفطية ولا بالثروة السمكية أو الحيوانية على حدٍ سوى بل هي أفضل حالاً من غيرها لولا جشع الحكام واحتكار أصحاب الأموال من تجار ومتنفذين لكل شيء أغلبهم إذ لم يكونوا جميعهم.. كانوا حلفاء للنظام وتجمعهم سياسة ادعمني أسهل لك كل المعاملات واخفض لك الضرائب والإيجارات.
أيها اليمانيون حان الوقت ولابد أن نعي أن هنالك أمور لازم تتغير بثورة حقيقية وعلينا أيضاً تغيير أنفسنا قبل كل شيء وأن نتحرر من التبعية التي سيطرت على حياتنا كثيراً وبتالي سوف ننشد التغيير الحقيقي بإذن الله.
رسالة أقولها للجميع "ليس كل ما يلمع ذهباً ولا كل طيب من الخارج طيب أيضاً من الداخل ؛ يجب علينا ألا نثق بأي مسؤول حتى نلمس خيره على أرض الواقع.
سمير الشاطر
ليست أزمة بل هي محض ثورة لم تلد بعد! 1118