للأسف البعض منا عندما يفكر بمصلحة شخصية له، يستخدم- في سبيل تحقيقها- كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة حتى وإن كانت هذه الوسائل لا تمت للأخلاق والقيم بصلة، ولا يهمه أن يفسد الود بين الناس ويشيع الشحناء والبغضاء في المجتمع طالما وهذا الأسلوب يحقق له مصلحته..
الكل يعلم أني أتابع مشروع كهرباء الدائرة "٤٨" بمديرية مقبنة منذ سنين طوال، بذلت في سبيل هذا الحلم الصحة والجهد والمال، ولم أمن على أحد أو أطلب من أحد أي فلس، وهناك الكثير تعاونوا معي بجهدهم وبتذليل العقبات مثل التعاون في إيجاد الأرضية التي أنشأت عليها المحطة، أما الجانب المالي فكان التعاون من أشخاص محددين في المملكة بإسعافي بالمبلغ الخاص بنقل المحطة, كون الجهات الرسمية لا يوجد لديها إمكانيات النقل ووردناها إلى البنك بسند رسمي، ماعدا ذلك لم تمتد يدي لأحد وأنزلت المهندسين من صنعاء تباعاً وأتحمل كل مخاسيرهم وبدل سفرهم بكل سرور، والكل يعرف الإعاقات التي كانت تزرع أمامنا بأموال طائلة لا تخفى، ورغم ذلك قطعنا شوطاً كبيراً في مدينة هجدة والاخلود والعبدلة والعشملة، وبفضل الله توفقت في إنزال محطة التحول منذ حوالى خمس سنوات بجهد شخصي ولم تنزل منذ ذلك التاريخ حتى الآن أي محطة أخرى لمحافظة تعز رغم أن الحاجة في تعز لأكثر من ست محطات، وأوصلنا المواد تباعا، وكان آخرها قبل اندلاع ثورة الشباب بأسابيع أوصلنا كمية كبيرة جداً لمشروع هجدة والقرى المجاورة بلغت أكثر من ثمانمائة عمود وأكثر من ثلاثين محولاً وعشرات الكابلات والمواد المختلفة نقلتها عشرات القاطرات الضخمة وأبناء المنطقة رأؤها على الأرض في مدخل هجدة الشرقي استمرت اشهر حتى ركبت جميعها، وجاءت ثورة الشباب المباركة وكان مشروع هجدة شبه جاهز ولكن كان هناك من لا يريد لهذا المشروع النجاح واستمروا بالعرقلة بكل الوسائل.
ولان ثورة الشباب كان لها الفضل في كسر حاجز الخوف انطلق الشباب بكل إمكاناتهم مطالبين بإيصال التيار وعدم الرضوخ لأصحاب المصالح وشكلوا لجنة منهم، وكنا على تواصل معهم خطوة بخطوة حتى وصل النور إلى مدينة هجدة وبعض القرى المجاورة وبقي جزء كبير من عزل الدائرة لم تستكمل الشبكة فيها, نظرا لأن المواد التي كانت لدى الهيئة بصنعاء قصفت أثناء الأحداث وأحرقت تماماً، ولم تصل مواد جديدة من بعد الثورة حتى الآن، بسبب المناقصات وإعادتها أكثر من مرة من قبل الهيئة العامة المناقصات، والآن بدأت بعض المواد تصل للهيئة ونحن نتابع إنزال مواد لاستكمال المشروعين (مشروع هدة والقرى المجاورة ومشروع الاخلود - حمير وبقية عزل الدائرة).
ونظرا لان المحطة الوحيدة التي وصلت لتعز هي محطة الدائرة ٤٨ مقبنة هب إخواننا من المديريات المجاورة بالربط منها، فوصلت الى شرعب والى التعزية، فثار أبناء دائرتي خاصة ان مدير الكهرباء في المديرية أمين الدحموم قال لهم- في اجتماع رسمي مع أعضاء المجلس المحلي رأسه مدير عام مديرية مقبنة- إن التيار الذي قد خرج من المحطة بحدود أربعة ميجا منها 1.75 من الميجا إلى خارج المديرية والطاقة الإجمالية للمحطة خمسة ميجا فقط، وبذلك بحسب كلامه يكون المتبقي من طاقة المحطة ميجا واحدة فقط، والمتبقي من مشروع الدائرة اكثر من ٧٠٪ لم تكتمل فيه الشبكة ولم يصله التيار، فثارت ثائرة ابناء الدائرة وحاولوا يعملوا فوضى فعقلهم البعض واتجهوا إلى تعز للمحافظة وللمؤسسة يطالبون بقطع التيار الذي خرج كونه سيؤثر على مشروعهم، ووجه المحافظ بقطع التيار على المناطق التي شبكت خارج اطار الخطة التي من أجلها أنشئت هذه المحطة، ولكن رأينا أن القطع ليس هو الحل، واجتمعت كل الجهات المسئولة عن الكهرباء في المحافظة بناء على تكليف الأخ المحافظ للوكيل للاجتماع بهم وحل الأشكال فخرج الاجتماع بالتأكيد على أن هذه المحطة خاصة بالدائرة ٤٨ مقبنة، وأن طاقتها محدودة، فاقترح الأخ بديع العريقي- مدير فرع كهرباء الريف بمحافظة تعز- أن تبقى المناطق التي تم الشبك إليها من هذه المحطة وهي من خارج المديرية مؤقتا مربوطة بالمحطة حتى تصل اليهم المحطة الخاصة بهم على أن لا يتم الربط لأي مناطق أخرى خارج مديرية مقبنة، بسبب عدم الإمكانية ووافق الجميع على المقترح ووقعوا عليه.
بعض أبناء دائرتي ممن يريدون الاصطياد في المياه العكرة ولأهداف شخصية ولانتشار الفيس بوك أثاروا زوبعة ضدي باني الذي فرطت وانا متواطئ مع هذه المناطق ويتسألون أين دور النائب؟ نافين كل الجهود التي بذلتها.
وفي المقابل هناك بعض الأشخاص من أبناء التعزية يتزعمهم احد مسئولي السلطة المحلية (منتخب) بمديرية التعزية انطلق بإشاعات لا تليق بالخلق الكريم أن النائب الحميري مناطقي وانه قطع التيار عن الربيعي وانه قطع التيار عن هذه المناطق رغم اني لم اقطع على أي منطقة ولم يلتق بي ليرى وجهة النظر.
ورغم اني السبب في وصول التيار لمساحة شاسعة من دائرته كان الأولى به أن يشكرني وان نناقش أي قضية، لكن منطقه هذا ليس بدافع الحرص على التيار لهذه المناطق وإنما ربما ابتزاز مالي من قبله لبعض الجهات التي تحتاج للتيار ولديها إمكانيات ولهذا لا بد أن يصور أن هناك معارضة وانه يبذل جهودا مضنية لإيصال التيار اليهم حتى يزداد الثمن الذي يقبضه، بينما القضية قضية فنية حسابية وقلت للجهات بأن تدرس احتياجات الدائرة التي نزلت المحطة من أجلها واذا الطاقة تسمح سأكون سعيداً أن تصل إلى أي منطقة، وفي مقدمتها هذه المناطق التي ذكرت وأعاهد الله اني احب الخير للجميع وأتمنى أن يصل إلى الناس وأكون سببا فيه..
أيها المنصفون الكرام: هل ترون من الأخلاق أن ينهش هؤلاء الأصناف في لحمي ويعملون على تشويه الحقائق والإساءة لسمعتي، ليقال عنهم انهم أنجزوا أو ليكسبوا نقودا بعيداً أي أخلاقيات أو قيم، فهل ما بذلته عبر السنين، يستحق هذا السلوك المشين ليقول هؤلاء المتطفلين انهم أصحاب الإنجاز بتصرفاتهم الرخيصة هذه وبرفع شعارات هابطة.. يقلبون فيها حقائق الأمور، فيصورون المحسن مسيء والمسيء محسن، مركزين على شخص النائب محمد الحميري، لأهداف ددنيئة، واشهد الله أن لي أخوة كرام في كل هذه المديريات واني لا افرق، واذا كانت المحطة تتسع وفق دراسة صحيحة، ومنطق سليم فلا أمانع، أما إذا كانت لا تتحمل فبأي منطق يتحدثون..
وفي الطرف الآخر من أبناء دائرتي قلة قليلة تحاول التشويه أيضاً، اختلفت وسائل الطرفين والهدف واحد هو الإساءة والتشويه للنائب الحميري، مع شكري لكل الكرام وهم الأغلبية الساحقة من أبناء الدائرة ومن أبناء هذه المديريات الذين يعرفون قيم وأخلاق النائب الحميري، وأسلوب تفكيره وتعامله مهما حاول الخفافيش الإساءة وصدق الحق سبحانه القائل " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض "صدق الله العظيم.
عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
هل سنتجاوز أزمة القيم والإساءات التي يقتات البعض عليها؟ 1560