دوائر فرنسية ويمنية مهتمة ببقاء وضع مشروع الغاز على ما هو عليه تنشر بنشاط هذه الأيام أخبارا وإشاعات بأن جهات فرنسية قوية قد مارست ضغوطا شديدة على حزب الإصلاح على أعلى المستويات لوقف الحملة الإعلامية والشعبية للمطالبة بإعادة النظر باتفاقيات بيع الغاز. هذه الدوائر تستفيد بدهاء من حاله الهدوء المريب لحملة المطالبة وتهدف بذكاء إلى الإشارة إلى أن حملة المطالبة كانت من قبيل المناكفات والمزايدات السياسية فقط.
الخبث في ربط حزب الإصلاح بالأمر لا يزيد من قدر الإصلاح أو غيره من الأحزاب إذ يظهره وكأنه يقود الحملة، ولكن هذا الربط مجرد ممارسة سياسية قذرة لإفراغ قضية اقتصادية بحتة من محتواها، وصبغها بلون سياسي باهت، بعض البسطاء من مؤيدي الإصلاح يتباهون بذلك في افتقار واضح للفهم، حيث أن مصدر قوة هذه الحملة، هو كونها توحد كافة الأطياف السياسية وتصعيدها يجب أن يأخذ طابع شعبي عام بلا ارتباط سياسي محدد.
كم نتمنى أن ينأى حزب الإصلاح وبقية الأحزاب عن نفسها بهذا القضية علنا كأحزاب ويعلنوا دعم الحملة بقوة كمواطنين يمنيين فقط.
الوضع المعقد للإصلاح وعلاقاته إقليميا، والهدوء الغريب حاليا لحملة مناهضة صفقة الغاز يتم استغلالهم بشكل فعال من قبل هذه الدوائر، والتي بدأت تضيف نشر أخبار تمكنها من احتواء وزير النفط المعين مؤخراً، وتشير بخبث إلى أنها أسهمت في تعيينه مستغلة بعض تصريحاته الغير موفقة التي اطلقها قبل تعيينه بفترة قصيرة والتي يمكن قراءتها من قبل بعض الخبثاء كدفاع عن توتال.
الدوائر نفسها تنشر أن تلك التصريحات كانت ثمنا كان يجب دفعه مقدما لدعم ترشيحه وتعيينه للمنصب الذي كان محل جذب وشد من قبل جهات كثيره وتداولت بورصة المرشحين أسماء عديده قبل التعيين الأخير. ويقول بعض الخبثاء إن حبكة المهندس عبدالله بقشان كانت الفائزة حيث نجح بتعيين الوزير ونائبه من قبله من موظفيه ويتمادى هؤلاء ليقترحوا بقشان وزيرا للنفط توفيرا للجهد والوقت وربما كرئيس للوزراء بالذات والحديث عن تغيير الحكومة مازال جاريا بحثه.
مشروع الغاز مشروع وحدوي بامتياز حيث مصدر الغاز من مارب وتصديره من شبوة وعليه فلكي ينجح بقوة ويتم تصحيح أوضاعه يجب الاستمرار بالحملة المناهضة لبقاء الوضع على ما هو عليه بنفس لا يحمل أي لون سياسي بل يعالجه كمسألة اقتصادية وطنية.
بعض المعلومات تشير إلى أن الوزير الجديد (القديم) يسابق الزمن لتحقيق تقدم ولو دون المستوى المطلوب والمتوقع لتحقيق سبق سياسي سريع وليصلح ما أفسده تصريحه. في الوقت ذاته تسريبات موثوقة من داخل الوزارة تشير إلى رصد الوزير لمبالغ طائلة لتنظيم حملة إعلامية تلميعيه. وقد بدأ الوزير والدائرة المقربة حوله بتسريب أخبار وإشاعات بان تطويرا للاتفاقية سيتم التوصل اليه قريباً مع الجانب الفرنسي يكون مقاربا للأسعار الجديدة مع الكوريين وفي الوقت ذاته تتحدث مصادر مطلعة أن ما يدور الحديث عنه لا يتجاوز توسيع نطاق عمليات تحويل الشحنات للبيع في الأسواق الآسيوية الأمر الذي كان يدور الحديث عنه وممكن عمله من قبل بلا ضجة وحملات إعلامية ومتاهات سياسية..
جمال المترب
صفقة الغاز الفاسدة 1195