لا أدري لماذا بعض الكتاب لهم نظرة تشاؤمية وسوداوية للمستقبل؟ ولديهم حسب فهمي القاصر عقدة من وسائل الاتصال الحديثة وعالم التكنولوجيا, أولديهم حساسية مفرطة- كما صرح أحدهم في مقال سابق له في صحيفة الجمهورية- في العام الماضي وقد يعود ذلك ربما إلى أزمات نفسية واضطربتا أو لعدم قدرتهم على التعايش, والتأقلم مع المتغيرات السريعة في الحياة, وكأنهم يعشقون حياة الكهوف بثوب عصري..
هذه وسائل هذا العصر وأدوات هذا الجيل للتواصل فلماذا البعض مشدودين بقوة إلى الماضي الذي لا ولن يتكرر ولا يعود!! فالحياة تسير إلى الأمام حتى تصل إلى نقطة النهاية المقررة لها وهي ننفسها نقطة بدايتها(كما بدائنا أول خلقٍ نعيده) مع أني افتخر بهم وأقدرهم واحترم وجهة نظرهم وقد تتلمذنا على أيديهم وتعلمنا منهم الكثير مثل قاعدة (الشيء الذي تخافه عليك بمواجهته) وعندما وجهنا بعضهم رأينهم يفرون من المواجه إلى أشياء لا دعي لذكرها وتعلمنا منهم القاعدة الصينية (اسألني في تخصصي عن كل شيء وفي غير تخصص أنا لا أعلم شيء) ومن خلال متابعتي لكثير من مقالتهم وجدتهم يكتبون عن موضوعات ليست من اختصاصهم و كذلك يلقون مواعظ في أشياء هم أساساً قد فشلو فيها..
فمثلاً تجدهم يكتبون عن الحب وهم فاقديه وفاقدا لشيء لا يعطيه, ثم يسقطون أزماتهم النفسية وتناقضاتهم على المجتمع فالمجتمع فيه من يحب بصدق وإخلاص وهنالك قلوب تتعامل بشفافية الزجاج النقي ووفاء حتى الموت والمرض, ويضحو بكل شيء للأجل من أنهم أحبوا وهنالك من هم على النقيض تماما وليس من الحكمة أن يعمم الكاتب تجاربه الذاتية الفاشلة على المجتمع وأنك تجد التناقض في كتابات بعض الكتاب في المقال الواحد نفسه فما بالكم إذا قارنا مقالات بعض الكتاب في أسبوع أو شهر؟.
ثم لماذا ينقم بعض الكتاب على وسائل الاتصالات الحديثة؟ ونحن الذين نتحكم فيها وليس العكس ولماذا كل هذا القلق منها؟ وما المانع الشرعي والقانوني في تواصل صادق ينتهي بالزواج الشرعي ؟ ألم يكن ميسرة غلام خديجة وجاريتها أميمة هما وسيلة الاتصال والتواصل بين خديجة الكبرى وسيدة نساء أهل الجنة- رضي الله عنها- و بين الصادق الأمين صلى الله عليه وسلام, وأن خديجة هي من هي من المكانة في عشيرتها وقبيلتها وكان يطمع فيها كل سادة مكة وتجارها ففضلت المكافح الصادق الأمين مع العلم أن المجتمعات المسلمة بشكل عام واليمن بشكل خاص تعاني من ارتفاع كإرثي في نسبة العنوسة والطلاق حيث صعب المسلمين سبل الزواج وغالو فيه وسهلوا سبل الحرام والانحراف ورخصوها وللمرأة والفتاة دور في ذلك.
اليوم مع العلم أن التهمة في المغلات في المهور كانت توجه للآباء واليوم كثيرون من الرجال يقول للشاب تعال أزوجك وانظر ماهي طلبات العروسة وأمها فمن المسؤول عن المغالة في المهور اليوم وخاصة في المدن؟؟ مع التنويه أن نسبة الذكور في بلادنا في تعداد السكاني في2004م بلغ واحد ذكر مقابل ثلاث إناث!..
وكم أتعجب عندما أجد قلم نسائي يكتب عن الشراكة والمناصفة بين الرجل والمرأة وإتكيت الحياة الزوجية وعندما يجد الجد تجده ينفر من تلك الشراكة والإتكيت مثل الحمام البري الذي يسحرك بمنظره يرفض التدجين.
محمد سيف الحميري
فاقد الشي لا يعطيه! 1149