في الأيام القريبة الماضية البيضاء لا تنام, لا تهدأ بل تصحو الليل على أصوات المدافع والدبابات وتعيش النهار على هزليات ومسرحيات المسارح المفتوحة في سينما إشاعة الأخبار المأجورة والمفضوحة والمدسوسة في سبيل الإرهاب الاجتماعي, وتحقيق صفقات مشبوه على حساب أبناء المحافظة المسالمين.
لو سألت ماراً أو عابر سبيل ما الذي يحدث؟ نسمع أصوات المدافع والدبابات ليلاً وباستمرار سيجيبك- وببرودة تامة- لقد أتقن قادة الكتائب والنقاط والأفراد التمثيل فيفعلون كل ما يفعلونه لمقاصد ومآرب منها تنغيص السلم الاجتماعي وكذلك نهب مخازن التسليح والذخيرة لا أكثر ولا أقل, رأينا التسليط المفضوح للإعلام اليمني حول وجود القاعدة في المحافظة هذه المرة بشدة أكثر من سابقاتها.
تأثير الحملة الإعلامية الشرسة وصل مبلغاً عظيماً بارتفاع لمؤشر التأثير حتى أصبح أبناء محافظة البيضاء كلهم إرهابيين في وجه أبناء الشعب اليمني كافة حتى قال أحدهم يا لله؛ وأنا في صنعاء سئلت من أين أنت فأجبت من البيضاء فسئلت مرة أخرى أأنت من القاعدة ؟ فأشفقت على نفسي حينها من كثرة الأسئلة الموجهة إليّ.
وأنا أقول فالحقيقة تقول من لا يعرف أبناء البيضاء ومدنيتهم ورجولتهم في نصرة المظلوم وردع الشر لا ألومه؛ لأن ذلك في ظل التمترس الإعلامي والتوجيه المحترف له حكومياً كان أو خاصاً لأن هذا سبق إعادة الحياة للقاعدة إعلامياً في العالم, وذلك لأن المشهد لم يدم طويلاً حتى عادت طائرات الدرونز تخيط أجواء المحافظة ليل نهار وتزعج نائميها بأصواتها المرعبة للأطفال والنساء والشيوخ لتسلط غاراتها على أناس يمنيين في منطقة الصومعة مهما كانت توصيفاتهم وبحكم إسلاميتي لم يدع المقام لي فرصة للذهاب دون الترحم عليهم فأسأل الله لهم الرحمة والغفران.
توصيفات من قتل في هذه الغارة أخذت مسميات كثيرة إرهابيين وقاعدة ومدنيين كما تناولته المواقع الإخبارية لوزارة الدفاع اليمنية أما أنا شخصياً فلا أجرم أحداً فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته ومن حقهم وذويهم كيمنيين المثول أمام عدالة القضاء ليدينهم أو يبرئهم .
فأنا لم أقتنع ولو ليوم واحد ولم يدخل في قاموسي مصطلح اسمه الإرهاب وذلك لكثرة الأوراق المخلوطة فيه فهو مصطلح تنسب إليه ضبابية جميع الأعمال الإجرامية.
ومهما يكن فلا يحق لأمريكا فعل هذا مهما كانت مبرراتها وأدلتها ومهما كانت دوافعها وأسبابها, ولو كنت مشرعا لجعلت من السيادة لأي بلد الحق الأول في تعطيل بنود وقرارات في القانون الدولي الذي ي أتي قانون مكافحة الإرهاب ضمنه.
يا سيادة الرئيس لقد بعت محافظة البيضاء وبثمن بخس جداً ودليلنا في هذا محافظ لا يعلم أين ؟ موقع المجمع الحكومي في المحافظة على الأرض, وكذلك التدهور الأمني الشديد وضعف أداء الإدارات الحكومية التي كان آخر ثمارها ونتائجها اغتيال الثائر الوكيل حسين ديان في نفس يوم انضمامه للثورة.
فهل كان هذا مصادفة أم ماذا ؟ هناك من يؤجج أمن المحافظة ولا يريد لها أن تأمن وتهدأ ويستقر أبنائها يا سيادة الرئيس هل يشفع عندك ما عانته هذه المحافظة في ظل النظام السابق ؟ لتلقى منك بال واهتمام ولو بسيط؟ أم أنها ستذوق ألم ومرارة الانتفاضة والحرية؟. فنحن نسأل الله في هذه المحافظة أن يقف الوضع عنها وتزال سحابة الصيف بتحكيم الأمنية العليا في القتلى المدنيين أم أن الأمنية ستستمر الأمريكان يقتلوا وأنتم تبرروا وتحلوا الدماء للأعداء.
اعلموا أن فتح الجراح المغلقة سيعيد نزفها ولا يمكن أن تطيب إلا بفتح جراح مثلها فالعنف يولد التعاون والتعاطف, بصراحة أقولها أن من قاد النظام السابق إلى التهاوي والتهالك والزوال هي سياسة الترقيع والترميم واعلم سيادة الرئيس أن انتهاج نفس الخطوات في المعالجة والحلول لهي سياسة عوجاء ستغرق البلد في أتون وعمق الصراعات والتهاوي في عالم الجوع والدم والموت للقادم المجهول لا سمح الله.
زكريا الحسني
البيضاء تباع بثمنٍ بخسْ 1185