يبدو أن الجهات المعنية بدأت للتحضير وللاستعداد التام, لخوض معترك مصيري وحاسم للتخلص من تلك الملفات المبهمة, والشائكة والتي ربما كانت مثل هذه الملفات هي العائق الرئيسي أمام الجهات المعنية, وأمام المشروع اليمني العام.. فاليوم وعلى مرأى ومسمع الجميع يبدو أن الجهات المعنية قد صرحت أن الوقت قد حان وأن الوقت قد بدأ يدخل حيز التنفيذ وخصوصاً عندما أعلنت بعض القوى على أنها لا تزال تصر على ممارسة هواية النفخ وصب الزيت على النار.. فإلى هذه اللحظة ربما مثل هذه المكونات وتلك الأحزاب والجماعات لم تستوعب موقفها وموقعها.. ولم تدرك واجباتها ومسؤولياتها العامة والخاصة.. ولم تعترف حتى بمقدورها ومقدرتها في تعاملها مع نفسها ومع الأخرين.. ناهيكم عن تلك المتغيرات وعن تلك المواقف التي تتعلق بمستحقات العامة والخاصة.. فمثل هذه الإيضاحات لم تكن مجرد تكهنات أو مفرقعات إعلامية.. ولكن تصريحات وأقوال الرئيس هادي عندما قال مؤكداً أن مثل تلك التصرفات وتلك التوجهات التي تصنع وتنشر الأزمات والفوضى والاختلالات التي تحدث وتحصل في الوطن ما هي إلا بفعل فاعل متعمد يتبع جهات وقوى لا تريد للوطن ولا للشعب أن يستقر ويعيش مستقراً وآمناً ومعافا.. وخصوصاً في ما يتعلق بأزمة المشتقات النفطية والاعتداءات المتكررة على الكهرباء وغيرها..
وتسعى هذه القوى إلى الإعراض وعدم التجاوب مع توجهات القرارات الأمنية والإدارية المستحدثة والتي كانت متوالية ومترافقة مع تدشين المنظومة الأمنية الجديدة.. والتي تكمن في قمع المخربين وردع المخالفين وإنهاء ظاهرة حمل السلاح في المدن الرئيسية والمرافق والإدارات العامة والخاصة.. وهذا ما أزعج وأغاض وأبغض بعض أولئك المتنفذين والمعرقلين والمخربين والمذنبين الذين ربما تعودوا على الاستعلاء والاستكبار ومصادرة حقوق الضعفاء والمسالمين.. وعدم الاعتراف بغير ثقافتهم وبغير أهدافهم وبغير سلوكياتهم.. حتى ولو كانت توجهات وقرارات الدولة.. فمن خلال هذه المشاهد تبدو الصورة أكثر وضوحاً على أن الدولة هي المستهدف الأول من هذه التصرفات.. فلم يتبقَ أمام الدولة اليوم إلا أن تكون أو لا تكون..
إما أن تفرض هيبتها وتحد سيفها وتحضر عصاها لردع المخالفين والمناهضين والمعرقلين والمسلحين.. وإما أن تخضع للأمر الواقع وتجعل من أولئك حكاماً ومسؤولين ومدراء ووكلاء ومتنفذين ومتسلطين ومشرفين ومتحدثين ومصرحين ومصدرين الفوضى والاختلالات باسم الدولة وباسم الحكومة وباسم اليمن.. فمن المؤكد ومن خلال هذه المفارقات سيجعل من تلك التوجهات والقرارات الأمنية ردود أفعال وفوضى وتحدي من قبل تلك القوى وتلك المكونات والجماعات.. وهذا ما سيجعل من قرارات وتوجهات الدولة بشكل عام وقرارات الجهات الأمنية بشكل خاص على مفترق طرق ربما ستكون هذه المرة بخلاف الفترات السابقة وخصوصاً عندما تكون مثل هذه التصرفات وهذه الفوضى والاختلالات تكون مصادرها من مكونات محسوبة على قوى وهذه القوى محسوبة على الحكومة وعلى الدولة المركزية.. وهكذا تبدو الأوضاع على أنها ستؤول بردع وقمع وإيقاف وهدم كل معاول الهدم والفوضى والفساد وظاهرة حمل السلاح خلال الأيام القادمة..
ومن ما لا شك فيه ومنه أن الدولة سيكون كل توجهاتها وتركيزها خلال المرحلة المقبلة على إخماد فتيل الفوضى والصراعات والتمردات ونزع السلاح والوقوف بقوة وحزم أمام كل من يحاول أن يتلاعب أو يتمادى أو يتنكر أو يعرقل فالأيام القليلة القادمة ربما هي الجولة الأخيرة للانتهاء من تلك المهزلات ومن تلك المساومات والمحاصصات والمغامرات فقط يتبقى على القوى التي تتخاذل وتتنكر وتتمرد وتتهرب أن تكون على استعداد وعلى تأهب لتلاقي درسها ودروسها ..والله المستعان
د.فيصل الإدريسي
الدولة قادمة وأخاف أن يتنكرون..!! 1230