ما بين الحيرة والدهشة من اكتشاف الحلم في المرآه وبين فرح بألوان الحلم حين عكسته المرايا وكمن يقبض على فرحه خوفاً من الانفلات بدمع الإحباط وقف الفلسطيني على شعرة اللقاء التي اجتمع عليها الإخوة حين أعلن عن اتفاق المصالحة ...ليست الخشية من دخان الحلم الذي طال انتظاره وأزف وقته الذي كان كسائق جرافة العدو التي كان الانقسام أسفلتها وهي تبتلع المزيد من الأرض والآمال وحدها سبب القبض على الفرحة الحادة كالشفرة والحارقة اللاسعة كالجمرة. بل جراح لم تندمل وأسئلة تخوض كشوك الصبار في الصدر :_ هل أتموها على أرض ممتنعة على الريح لم أنها جاءت كضرورة إغماضه مؤقتة لتلافي رمل الريح؟؟
قذائف كثيرة في دواليب المصالحة, هل نحسن استغلالها بتوجيهها إلى أليات العدو ؟؟ أم تكون علينا؟؟
ما إن أعلنت بنود الاتفاق الذي خرج من مخيم في غزة المحاصرة بهذه الرمزية التي رتبتها القدرية أو الحالة الفلسطينية حتى تداعت ردود الأفعال تسبق مسيرة الوحدة لعلها فعل المستوى الفلسطيني, فإن قراءة لبنود الإعلان تؤكد لنا اتفاق إجراءات لم يتلمس البرنامج السياسي والذي يشكل مبادئ أدت للانقسام بين برنامج المقاومة والذي لا يعترف بدولة الغاصب أصلاً وبين برنامج أنكر المقاومة إلى درجة تبنيه قناعة العدو بأنها عنف وإرهاب وجاري التنسيق الأمني معه ضد المؤمنين بها وضد كل من ينادي بها برنامج لا ولم يرَ إلا المفاوضات بلا حدود طريقة وحياة هذه أشد القذائف خطورة في دواليب المصالحة وماذا عن المقاومين المعتقلين وماذا عن المطاردين من أجهزة السلطة في رام الله وماذا عن الذين مورس ضدهم كل أنواع الظلم ؟؟ سنقول أننا نتعالى على الجرح الصغير لأجل الهدف الأسمى والمقدس ولأجل المقدسات ولأجل الأقصى ولأجل الأرحام والدم الواحد لأجل فلسطين بل لأجل الأمة وامر الله بالاعتصام بحبله وأن لا نتفرق.
ثم توالت ردود الأفعال ولم تتوقف للحظة ولن تتوقف فحكومة العدو تسابق قادتها في الترعيد والتهديد والزعيق والوعيد واجتمعت كالذئاب لجنته الدفاعية الأمنية لتزرع القنابل في دواليب المصالحة وأعلنت حصارها للسلطة بتجميد الأموال والعائدات من الضرائب والتي تشكل النسبة العظمى من الميزانية ناهيك عن وقف المفاوضات الهزيلة التي كانت كنفخ القير في النفير والولايات المتحدة الأمريكية أيضاً زرعت حصتها المعلومة وغير المعلومة من القنابل في الدواليب بأن شددت على أن حكومة الوحدة يجب أن تحتوي على أي وزير من حماس بل وعليها أيضاً الاعتراف بشروط نبذ ما يسمونه الإرهاب والعنف والاعتراف بالكيان وبأمنه والتزامها بالاتفاقات التي لا يلتزم بها حتى الصهاينة !!
عربياً كانت ردود الفعل ليست مرحب ما بين مبارك وداعم وبين مرحب خطابياً وبين متردد بالبوح والإعلان وهذا وجه من وجوه الوجوم.
أما موقف الاتحاد الأوربي فكان مرحباً بشروط من بعض دوله وموقف الاتحاد الروسي كان التأييد والصين كذلك.
في ظل ذلك هل موقف القيادة الفلسطينية وخاصة موقف الرئاسة والسلطة يوازي هذه التحديات ويقوى عليها بالتحدي والصمود والتصدي؟؟
حتى الأن لم نشهد أي رد فعل إيجابي موقف العدو والقرارات التي اتخذها ومن هنا يزداد الشارع الفلسطيني خشية على الوحدة المعلنة فالمطلوب موقفاً مجابها وليس أقل من وقف التنسيق الأمني ووقف الاعتقالات السياسية وإطلاق سراح كل المعتقلين في سجون السلطة سياسياً وغيرها من الخطوات التصالحية والمهم أيضاً التوافق الفوري على برنامج عمل وطني اتفق عليه أصلاً وهو وثيقة الأسرى والتي تعطي الدعم للمقاومة بكل أشكالها والمهم أيضاً التحرك بفاعلية عربيا لدعم الموقف الفلسطيني وليس أقل من دعوة الجامعة العربية لاجتماع طارئ لأجل تدارس الدعم لأجل إتمام المصالحة.
ناصر أبو الهيجاء
قذائف في دواليب المصالحة 1081