وأنا أقرأ حديث رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، الذي قالَ فيه : إنَّ مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ، بَنى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَة، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلاَّ وُضِعَتْ هذِهِ اللَّبِنَةُ، فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ" متفق عليه
يا الله ما أجمل بنيانك الذي بنيت وما أحكمه (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين)
إنه كامل الأوصاف والمواصفات
سابقا تحدث عن جماليات هذا الدين وذكرا بعضا منها واليوم وأنا أعرج على أخرى فلا يسع الفرد الذي يمر عليه وعلى نظامه وقواعد حكمه إلا أن يتوقف عند الخاصية التي امتاز بها الإسلام عن غيره من النظم إنها خاصية الشورى التي لم يسبق لها مثيل أو نظير في تاريخ البشرية.
وتبدو أهميه الشورى, حيث أن الله عز وجل أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالأخذ بها وهو في غنى عنها لأنه مسدد بالوحي وموفق من الله عز وجل بالنبوة والرسالة, لكنه أمره بها حتى يأخذها أتباعه من بعده ويطبقونها في حياتهم العملية فقد أمره ربه بقول ({فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}.
ومن أهميتها أن الله عز وجل وصف بها المؤمنين (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).
فقد ذكرها القرآن الكريم بين فريضتين وركيزتين من ركائز هذا الدين هما فريضتا الصلاة والزكاة وهذا يدل على مكانتها وأهميتها في الإسلام بل إن القرآن الكريم سمى سورة كاملة باسمها هي سورة الشورى.
فوائد الشورى:
للشورى فوائد عدة ولكننا هنا سنقتصر على بعضها وعلى أهم الفوائد وهي كالتالي:-
إن الأخذ بالشورى عبادة وتقرب لله عز وجل وتنفيذ لأمره سبحانه وتعالى (وشاورهم في الأمر) رغم أن الأمر هنا موجه لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن أتباعه مأمورون أيضا بانتهاج نهج رسول الله صلى عليه وسلم ..
ومن فوائد الشورى أن أفراد المجتمع المتشاورين يشعرون بالانتماء إلى هذا المجتمع وأن أمر المجتمع هو أمرهم وأمنه واستقراره هو جزء لا يتجزأ من مهامهم ومسؤولياتهم .
بالشورى نشجع الأفراد على التفاعل الإيجابي والتحلي بروح المسؤولية تجاه القضايا التي تهم المجتمع.
وفي الشورى تتضافر الجهود وتتوزع المسؤوليات ونضع الفرد المناسب في المكان المناسب وبهذا نستغل طاقات الموجودة في المجتمع ونتخلص من الطاقات العاطلة وهو بحد ذاته تنظيم للأمور .
إن في الشورى بذل الوسع والأخذ بالأسباب والتوكل على الله عز وجل.
ومن فوائد الشورى تلاقح الأفكار وتتنور الآراء وتتقارب وجهات النظر حتى نأخذها أحسنها.
كما أن من فوائد الشورى تمتين علاقة الصف المسلم بعضه ببعض فتقوى شوكتهم فلا يصيرون طمعا للأعداء المتربصين بهم.
وفي الشورى والمشاورة وتبادل الأفكار واحترام الرأي يحصل تآلف القلوب.
كما أن هناك فائدة عظيمة وجليلة من الأخذ بالشورى وهو المساهمة في بناء الدولة وشكلها وإرساء قواعدها.
والله الموفق
عبد الجليل مهيوب الفقيه
الشورى..أهميتها..فوائدها 1218