حب الرهبان والقساوسة لله, وحب الأحزاب والجماعات, الشعب له حكايات وطرق متعددة للرهبنة والحب في اليمن من أجل الوصول إلى السلطة ولو بالخراب والدمار.
اليمن يقع تحت سيطرة القساوسة والرهبان دعاة الحب الكاذب حب الدنيا وملذاتها ولعله تشابه كبير مع الاختلاف في الهدف, ما بين رهبان الغرب وقساوسة الأحزاب والجماعات، واقع الرهبان ينقل الرهبنة إلى اليمن ومن الحب ما قتل.
الرهبان والقساوسة في الغرب يحبون الله لكنهم على خلاف مع شرع الله يحبون الله بفكرهم ومعتقداتهم يقولون الدين لله والوطن للجميع, يحبون الله لكنهم يطلقون شهواتهم ويخلطون العمل الصالح مع العمل السيء يستبدلون الفضيلة بالرذيلة يكذبون على الله، اعترضوا وأشركوا وحرفوا وبدلوا، لكنهم لم يظلموا أحداً من البشر إلا أنفسهم، شرعوا لتلك النفس ما يوافق أهوائها، لم يعملوا بما أمر الله من العبادات سلبوا من المسلمين صفات الرحمة للإنسان وللحيوان, وعملوا المصحات للمسنين والمجانين والمعاقين وحتى الكلاب والقطط كان لها نصيب من الرحمة واحتضنوا الأطفال وعملوا المحاسن للبشرية ومن صفاتهم الصدق والوفاء بالوعد، لا يكرهون بعضهم ولا يحقدون على الآخرين بخلاف المسلمين.
وجاء أحفادهم وعملوا بالعلم وطوروا وابتكروا وصنعوا كل شيء يفيد الإنسانية، استغلوا الثروات من أجل إفادات الإنسانية كلها, ركزوا على العلم واكتشفوا من الإسلام وعلومه ما يوصلهم إلى الفضاء ومعرفة الكواكب وطاروا بالمركبات وغاصوا البحار واستخرجوا اللؤلؤ والمرجان, وصنعوا السفن وأبحروا بها المحيطات ونقبوا على الثروات والمعادن في باطن هذه الأرض، سهلوا للإنسان كل شيء دون فوارق وجعلوا مبتكراتهم في متناول الجميع صغير وكبير, أبيض وأسود, وسهلوا للإنسانية التواصل خلال دقائق وساعات على كل البلدان والصحاري والقفار, وعلمهم وصل إلى يد كل إنسان، لم يمجدوا أنفسهم أو يستحوذوا على المبتكرات بل جعلوا كل ما توصلوا إليه في خدمة الإنسانية كلها من صناعة الأدوية إلى صناعة الوسائل الترفيهية والكماليات, جعلوا الكرة الأرضية مدينة واحدة فخرهم ومجدهم هو الإبداع, أحبوا الله لكنهم مع الأسف ظلموا أنفسهم بأهوائهم ولم يحبوا أنفسهم بل عملوا واجتهدوا من أجل غيرهم وسعادة البشرية.
وحب الأحزاب والجماعات في اليمن مختلف أحبوا أنفسهم فقط وأحبوا الله بالقول ولم يصدقوه بالعمل على نمط حب القساوسة والرهبان في الغرب مع الاختلاف في الحب بينهم المسلمين أصدق مع الله لكن الأحزاب والجماعات، أحبوا اليمن بالجواز والبطاقة والمصالح الخاصة, وبحبهم هذا دمروه ومزقوه ونهبوا الثروات والممتلكات أهدرت الإمكانيات افتخروا وفضلوا الحزب, والجماعة, والمنطقة, والقبيلة على اليمن والشعب أباحوا المال العام، وأقلقوا المستثمرين والتجار بتصرفاتهم, أهانوا اليمن وباعوا تاريخها وأضاعوا أثارها بالعبث والفوضى، ضايقوا السياح والزائرين وأخافوا كل من يعيش في اليمن جعلوها فقيرة وتحت رحمة البنك الدولي والمساعدات المشروطة التي تنتقص من السيادة وهي مليئة بالموارد، أحرقوا أرضها بالمبيدات، سمحوا بجرف الأسماك، قتلوا فيها الجمال وعلى وشك إزالة ثروة الحيوان، عمموا زراعة القات وألغوا من أرضنا زراعة البن, ودمرت في عهدهم القصور الأثرية والمدرجات.
استنزفوا حتى الآبار بسوء الاستخدام ولحاجة مزارعهم، تجاهلوا التطور والحضارة، أشاعوا الفوضى والجهالة، أحبوا اليمن بالإعلام، باعوا الهوية وباعوا الكرامة وباعوا السيادة وباعوا الانتماء، فضلوا العمالة على المواطنة المتساوية، نسوا وتناسوا في خطبة الوداع للرسول عليه الصلاة والسلام بعدم الاقتراب أو الارتكاب للمحرمات وهم على حب للرسول وسنته، يبحثون عن الدولار والمال وجعلوا المواطن محتار في أمره يبحث عن قوت يومه شباب وشابات لا يستطيعون الزواج والفقير يزداد فقراً والغني يزداد غناء واليمن في ظل حبهم يفتقر إلى أبسط المقومات، كلهم يدعون حب الدين وحب الرسول وحب اليمن لكنهم ينشرون الأحقاد, ودماء المواطنين والعسكر والضباط تسيل في الشوارع والوديان, وهم متمسكون بالجاه والسلطان.
يحبون النبي بطريقتهم ويطبقون سنته بحسب نظرتهم، حرماتهم مصانة وحرمات المواطنين مهانة, خيرات الوطن لهم والمواطن يموت جائعاً أو مريضاً لم يجد معه قيمة الدواء والأكل والملبس والمسكن، أحبوا أنفسهم وظلموا الشعب بأطماعهم، اليمن تتجه نحو الرهبنة بحبهم المزيف لليمن الذي يوصلهم إلى مبتغاهم، هم على خلاف ما يقولون وعلى خلاف ما يعملون، الخصومة والفجور هي برامجهم يأخذون من الدين ما يناسبهم ويدافعون عنه ولا يعملون به, يقولون بأنهم يطبقون سنة الرسول ويحتفلون بمولده لكنهم يبيحون لأنفسهم ويدعون تملك الحقيقة في معرفة الدين وحب الوطن والمحافظة على المواطن وعلى الثروات وهم الأوائل في إهدار الإمكانيات المتاحة لهذا الوطن ولهذا الشعب المظلوم والمقهور.
بحب الأحزاب والجماعات يجاهرون بالعداوة مع بعضهم ولا يحتكمون للقران وللسنة ولا يعترفون بالإخوة، يزرعون الأحقاد ويتركون مرتكبي المتفجرات والمفخخات وعيونهم على السلطة والثروات والامتيازات يسخرون إمكانيات وطن لهم ولأقاربهم يشعلون الحروب والأزمات وأياديهم على الزناد لكنهم يحبون اليمن والشعب، أنهار من الدماء سالت بسببهم فقد الأطفال آبائهم وأرملت النساء, لكنهم يحبون هذا الشعب، يعبثون بالممتلكات والشعب بأمس الحاجة للأمن والأمان والعيش بسلام ويستبدلون الأمان بالرعب والخوف لكنهم يحبون اليمن، نعيش على الاضطرابات النفسية في ظل حبهم وعواملها وجذورها النفسية نتيجة لمجموعة ضغوطات لأننا نعيش في اليمن مرحلة اللا وعي التي افتقدها هذا الشعب بسبب سياستهم وحبهم وقيادتهم لهذا الوطن بالخداع والظلم.
التشابه ما بين الرهبان في الماضي والأحزاب والجماعات في الحاضر يتكرر بالحب المدنس والمزيف بما كان يدعيه الرهبان من حب لله وما تدعيه الأحزاب والجماعات من حب لليمن وما بين دعوي الرهبان زمان وما بين دعاوي الأحزاب والجماعات تناسق كبير تحت مسمى حب الله وحب الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته، ولقد كان الرهبان في زمانهم لا يحكمون شرع الله ولا يحتكمون له ولا يعملون به لأنه لا يوافق أهوائهم وفضلوا القانون لأنه يوافق رغباتهم, في الزنا, والربا, وفي كل ما يوافق شياطينهم, وشهواتهم وهذا ما انعكس في حب الأحزاب والجماعات على هذا الشعب، انحطاط في الفكر والتوجه لدى تلك القيادات ليس لهم من خيار سوى استغلال مواقعهم ولم نتمتع في ظلهم بالجمال ورؤية الاخضرار؛ لأن أمامنا الغيوم والبشر المسلحين مثل السيول تجرف الرعيان وما معهم من أغنام, وأبقار, وهذا هو حال الإنسان في اليمن في ظل سيطرة الأحزاب والجماعات يعيش المواطن بين الخوف والرجاء على نفسه وفي كل ساعة يفكر بالمجهول والثعابين في جحورها بعيدة عن السيول وما تجرفه الأمطار والحيتان, تصطاد صغارها في البحار.
هكذا حياتنا في اليمن قهر وحرمان أمام الفاسدين، والظالمين والنافذين في اليمن في الأحزاب والجماعات، اللهم وارزقنا فكر وعلم أحفاد الرهبان والقساوسة وسماحتهم لبعضهم وخدمة الإنسان وجنبنا يا رب واصرف عنا حب الأحزاب والجماعات لنا ولليمن، اللهم آمين.
محمد أمين الكامل
اليمن..ما بين رهبان الماضي وقساوسة الحاضر(1) 1389