كلما تأملت في حال البلاد وما تعانيه اليوم من أزمات ومحبطات تذكرت كم نحن بحاجة ماسة إلى رجال مخلصين أوفياء.. همهم الأول والأخير الوطن ومصلحته وتنميته وازدهاره.
فتنمية البلدان لا تأتي عادةً من تلقاء نفسها.. ما لم يكن هناك عقل مدبر ودينامو محرك يعمل بإخلاص وتفاني من أجل بلاده.. وقد يكون هذا العقل قائداً أو زعيماً أو ناشطاً حقوقياً ناضل من أجل بلاده حتى أوصلها إلى مصاف الدول المتطور والمزدهرة.. والتاريخ مليء بالأمثلة القديمة والمعاصرة التي تستحق أن نتأمل فيها، ونقف أمامها .. فمهاتير محمد قاد نهضة عملاقة في ماليزيا خلال سنوات وجيزة وكذلك أردوغان تركيا- أوصل بلاده إلى مصاف الدول الصناعية والمتقدمة..
وقبلهم " نيسلون مانديلا, وغاندي وابراهام لينكولن, ومارتن لوثر كينج, وزايد بن سلطان" وغيرهم من قادة التحرر والتقدم والتطور في العالم.. وفي اليمن نندب حضنا نحن اليمنيون ونترحم على عهد الرئيس الراحل- إبراهيم الحمدي الذي كان يعتبر بنظر الكثيرين هبة ربانية وشخصية نادرة وفريدة.. عمل بإخلاص وضمير من أجل شعبه ووطنه، وحقق في أقل من ثلاث سنوات ما لم يحققه منّ حكموا البلاد لعقود طويلة بعده..
ومنذ رحيل الحمدي – رحمه الله- والوطن يفتقد إلى رجال مخلصين أوفياء يقودون دفت الأمور في البلاد.. بدلاً من أن يحكمنا ويتحكم بنا الأوغاد وأصحاب المصالح والمشاريع التخريبية وتجار الحروب ومصاصي الدماء الذين أخرجنا بعضهم من الباب عندما ثرنا عليهم العام 2011 وتم إعادتهم من الشباك ليمارسوا هوايتهم المفضلة بالعبث بهذا الشعب والرقص على مآسيه وجراحه...
فنفس القوى المتصارعة منذ عقود طويلة على الثروة والسلطة والمال.. هي من تحكمنا اليوم وتتحكم بحاضرنا ومستقبلنا للأسف الشديد.. فيما من يعمل بدافع وطني يتم تهميشه ومحاربته وتكميم صوته..
وهنا نقول لهذه القوى اتركوا المجال للدماء الشابة الجديدة لتقود عجلة التغير والبناء في البلاد.. ألا يكفيكم عمر أجيال مضت وأنتم تمسكون بزمام الأمور ومقاليد السلطة والمعارضة..؟! اخلدوا إلى مضاجعكم لترتاحوا وترّيحوا هذا الشعب المغلوب على أمره منكم؟!.. فقد سئمناكم ولم نعد نطيق مجرد النظر إلى صوركم ووجوهكم الكالحة..
فبالله عليكم أيها المسئولين المؤبدين ما ذنب جيلاً من الشباب ولد وهو لا يرى أحداً غيركم،؟ وقد شارف على الموت والرحيل من الحياة وهو لم يرَ سواكم.. تتحكمون بالمشهد السياسي وتعبثون بالوطن ومقدراته.. غير أبهين بمستقبله وبمستقبل الأجيال المتعاقبة من بعده.
أعجزت اليمن عن إنجاب رجال غيركم!.. كلا والله ففي وطني من هم أهلّ لتحمل المسئولية غيركم, لكنكم للأسف أتيتم على حين غفلة من الزمن ولعب الجهل والغباء الشعبي دوراً كبيراً في استمراركم بالبقاء..
لكن رغم ما حصل ويحصل فبإذن الله ستغرب شمسكم عما قريب، وستقلع جذوركم الشريرة إلى مزبلة التاريخ غير مأسوفاً عليكم .
موسى العيزقي
عن الوجوه الكالحة والحاجة إلى مخلص ! 1344