ـ يتشاجرَ اثنان لا ثالث لهما حول خلافات بسيطة, أو ما شابه ذلك فتتحول مشكلتهم الصغيرة إلى قضية كبيرة يتقاسمونها خمسة أشخاص من حُمران العيون بالتساوي بعد تشكيل ما يسمُونها بلجنة الوساطة للإصلاح بينهما وفي هذه الحالة يصبح الإنصاف أمرٌ عسير يصعب تفاديه .. ولا يمكن لأحدنا أن يحقق العدالة الكاملة أو الحِياد هكذا بكل سهولة إلا بإحياء روح العقيدة السمحاء ومحاولة باهظة للوصول إلى لُب الموضوع والانطلاق نحو الهدف بعيداً عن الرشوة والابتزاز.
ليس من السهولة أن تُحل مشاكلنا بكل بساطة واقتدار بل يأتي هذا الأمر المؤسف من منطلق النواقض حول أمور تطفو على سطح اللا مسؤولية في زمن تُباع فيه الضمائر الإنسانية.
ما دفعني إلى هذه الصيغة هو التاريخ الاضطهادي والمعاناة التي نِلناها في المهام الجِسام الملقاة على عاتق حياتنا البائسة بين الأقزام وحمران العيون المبشرين باللّجنَة لوضع الحلول اللازمة بين طرفين يتنازعان على قطعة أرض لا تسمن ولا تغني من جوع حينها يقع المواطن بين فخ العدالة الانتقامية المريرة.
ولو تأملنا قليلاً على أرض الواقع لأدركنا بأن من تهِمُه مشكلة أو جريمة أو خطأ اجتماعي على وجه التحديد إلا وكان له إدراك واضح أن المسألة تحتاج إلى معايير دقيقة توصله إلى الخروج منها فينظر إلى الدوافع الأخرى هي من تجعله أسيراً بين فخ الوسيط المكلّف بحمايته من خصمه العنيد الذي يقوم بتكليف محامياً آخراً أو اثنان حول قضية طويلة لم تنتهِ منذ سنواتٍ مليئة بالتحديات..
كيف لنا أن نعيش واقعاً لا يتناسب معنا من حيث المبدأ من ناحية العدالة والانتصار على الظالمين أياً كانت قوتهم؟.
لابد أن نطلق الأحكام الشرعية على قساوة الذين يستبشرون بالقضايا الاجتماعية ويستنزفون قوى المواطن الضعيف بالافتراس بين معاناته الدائمة في خَضم هذه الأحداث التي يشهدها الوطن فليعلموا أن الضمير لا يُشترى بالمال وإنما هو الإنسان بحدِ ذاته.
خليف بجاش الخليدي
الخمسة المبشرين باللّجنَة 1603