قد يتكالب عليك أعداؤك من الخارج , ويحشدون كل قواهم ليصرعوك في معركة حاسمة .. مقارعة بالسلاح الأبيض والأسود ..قصف بالطيران لعدة أشهر ..ضرب بالبارجات من الشواطئ , وزحف بسلاح الأرض لتطويق حدودك من عدة جهات ..معارك طويلة الأمد .. حرب تستنزف مُقدّراتك وتستهلك قواك .. غير أنك تتجلّد وتصمد, وتخرج ببعض الخسارة ..
لكنك تخرج منتصراً, أو على الأقل تخرج أشد صلابةً .. !
لكن ماذا لو دَبّ فسادٌ خَفي في أوصالك ينخر جسدك بِصَمت ؟!
إنك تتآكل من العمق ..تشعر بالوهن يدب في جسدك الفَتي ولا تدري لماذا ؟!
تتباطأ في نهوضك؛ بل وتنتكس للوراء.. تُصرع مراتٍ ومرات .. يصيبك شلل مفاجئ يَعقِلُك لفتراتٍ متقطّعة ..!!
تتساقط بعض أطرافك كالمجذوم, دون أن تُحس ..!
لقد دَبّ داءٌ عضال في جسدك , وفتّتك من الأعماق ..أنت تموت ببطء , وبِصمت رهيب ..!!
تُقرَع حولك الأجراس لتنبيهك ولكن لا جدوى ..هل فات الأوان ؟
أرجو أنه لم يَفُتْ بعد ..انتهك سفيان , ومات مشنوقاً بيدٍ آثمة , سُيِّسَت قضيته , ومُيِّعت .. وخَفتت فجأة كل الأصوات ..لم يكن سفيان سوى جرس تنبيه كبير قرعته يد القدر ليتنبّه هذا المجتمع الغافل, أو المُتغافل عن الخطر الخفي ..!
ماذا يعني أن يقيم مكتب التربية دورات في التحذير من خطر التحرُّش الجنسي في المدارس ويمتنع مدير المدرسة " ع" ويتمرد على القرار ..؟!
وماذا يعني أن تتكرر الشائعات حول مدرسةٍ ما بوجود "مافيا" لانتهاك الطلاب المستضعفين فيها تحت عِلم وسَمْع وبصر المدير؟!
وماذا يعني أن يعرف خطيب الحي الذي تقع فيه هذه المدرسة وأحياء حوله بهذه المعلومات ولا يطلقون تحذيراً واحداً للأهالي من هذه المدرسة التي أضحت " وكراً للرذيلة؟؟ " وأعجب من كل هذا هو ورود هذه المعلومات شِبه المؤكدة , و التي وصلت حد التواتر لمسامع الأهالي , ومع ذلك لا يكفُّون عن إرسال أبنائهم إلى هكذا مدرسة مشبوهة!!
أي نوع من الخدر يغيب فيه هذا المجتمع المعتل ؟!
ماذا ننتظر لندرك بأن التحرش الجنسي بالصغار أضحى ظاهرة مخيفة في مدارسنا ؟!
هل ننتظر شنق ألف سفيان وسفيان , وتحوّل ألف مدرسة ومدرسة إلى وكرٍ للرذيلة ؟!!
ماذا يعني أن تصل إحدى هذه القضايا إلى النيابة العامة ويتابعون خيوطها , ليصلوا إلى بوابة إحدى السفارات الصديقة ؟!!
اليمن مجتمع شاب , تُرعب البعض هذه الفتوة فيه ..!
ثمة أيادٍ خفية تنخر في مجتمعنا من الأسفل ..!
اقرعوا ألف جرس وجرس للإنذار قبل أن يفوت الأوان
ويتضاعف الفساد , فنصبح وقد تسنّم مراكز السلطة فينا أشخاص مُنتهَكٌ شرفُهم في صغرهم ..!
يغدو كل شيء غير ذي قيمة لدى من يُنتهَك عِرضه .. يصبح وطناً لا يحافظ على شرفه عدواً له ..!
وسنصبح بعد استشراء هذه العلة فينا وسكوتنا عنها محطّ وقوع العقاب الإلهي الأعظم , وسنغدو في خبر كان كأمثال قومٍ " كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون " !!
فهيا بنا , لنقرع جميعنا أجراس الخطر .. نبث الوعي , ونعاقب المجرم , ونحمي أبناءنا , فلذات أكبادنا من مخاطر التحرُّش الجنسي ..!!
نبيلة الوليدي
اقرعوا الأجراس.. طوفان التحرُّش قادم ..! 1339