عندما يتبادر الى ذهني أن أكتب عن السياسة ونظام الحكم، تتطاير الأحداث والمآسي والأتراح, تتلون الكلمات بلون الألم وتتعثر المعاني ويتقطر القلم، أين لب المشكلة وهل من حل؟ تحضرني الحقيقة تتربع في أمرين: الأول شبح الفساد الذي أصبح له جهة رسمية (الهيئة العليا للمحافظة على الفساد!!)، منذ تأسيسها، فعلا حققت هدف وجودها، على حد اختراع علي عبدالله صالح، رغم قيام الثورة الشبابية المباركة إلا أن الفساد يستشري في جسد الوطن، صحيح أن التغيير والبناء يحتاج وقت، ولكن أقولها لشركاء الفساد وعملاء الظلام: الوضع خرج عن السيطرة والحلول واضحة، محاكمة مفسد واحد يا حكومة الوفاق حتى غالطونا أنكم حاكمتم واحداً من مختطفي السياح أو واحداً من المعتدين المواظبين يومياً في قطع الكهرباء، فأقض ما أنت قاضٍ بحكم الولاية التي في عاتقكم، ليحكم قاضٍ واحد بتنفيذ شرع الله في الحرابة وقُطّاع النور ومدمّري الاقتصاد "يا ريّس!" حتى اللحظة لم تقدّم المحاكم والنيابات اسماً واحداً حتى ولو اسماً وهمياً من المفسدين، أين السر؟ نلاحظ أن وراء الحكاية روايات، يا ناس لماذا لا نُحس أن معنا ما يسمى بدولة تحاكم وتجازي ولكن يعني ذلك انشغال السادة القائمين على أمر اليمن بالقضايا الخاصة وهم تعبوا في بذل جهدهم لدعم أحزابهم، الله يعينهم, فالفضل الأول للحزب الذي قدم لهم فرص لم تكن في الخيال، والشباب غائبون عن المسرح السياسي والجرحى استقروا, والحمد لله عاكفون على آلامهم, يدفعون ضريبة التضحية في زمن تعفّنت فيه النفوس وغابت الرجولة الصادقة، ومواظبة السادة الوزراء في مطار صنعاء الدولي أمر يحتاج الى كثير من التريُّث فاجتهادهم يطوفون حول العالم أمر يدعو إلى التقزز، فهم في سباق كبير ولا أحد يعرف من يلحق!! فرصة قد لا تعوض إلا بثورة جديدة، ويا عالم متى تكون، وعلى ما يبدو اعتقد أن كثيراً من الثوار ومع التردي القائم، ومع استمرار الترهل الحكومي وضعف التعاطي الفوري مع القضايا الملحة، أكيد كثير من المتفائلين أعلنوا توبتهم من تكرار الثورات التي استثمرها الجبناء وغيب الثوار في مرحلة الصناعة الحقيقة، الأمر الثاني الخطأ الذي وقع فيه الثوار والمحاككة الخليجية، الخطأ الأسود وهو الكارثة التي مازال فاعلوها مصرين على استمرارها, وأخص "المشترك" بالذات, وهي إن كان الحل الوحيد بعد حمام الدم ونهوض الثورة حل المؤتمر الشعبي العام الذي يمثل الآن الحوثيون والقاعدة والإرهاب وقطع الكهرباء وكانت نهاية الألم وايقاف النزيف الذي اوصل اليمن لمرحلة الأنيميا، والفقر القيمي، يا عبد ربه الله "شحفظك" ليس من هنا تؤكل الكتف، هات أذنك اسمعني وحدك، هيا أعلن استقالتك من المؤتمر, فأنت رئيس منتخب حتى لو كان انتخابك ضحكاً على الذقون لكن نحن أصلا نريدك، وأعلن حل حزب المؤتمر وحتى لو كان القرار متأخراً, لكن سيكون تاريخياً، ويُحسَب لك ولليمن، ليست نكاية بحزب المؤتمر إنما حب الوطن وراحة الشعب، الحزبية وسيلة أساساً لكن على هذه الخلطة التي لم نَعُد نعرف ما هي, المشترك والحكومة والثوار والعالم "الأمم الملتحدة" و"مجلس الذم والخنق" وبن عمر وأمريكا كلهم يمسكون بيدكم والسكين يقطعوا الكعكة (اليمن)، سيبقى اليمن، عاشت الثورة رفعت الجلسة .. كامل مودتي لكم.
سمير الشاطر
عبدربه..اسمعني وحدك! 1555