للبحث عن الخروج من ظلمات السحاب التي قد تمطر على شعبنا حمضيات حارقة، إن على كل الشعب في أحزابه وجماعاته وقبائله ومؤسساته وأفراده أن يقوم بواجباته الجماعية والفردية التي تتجسد فيما يلي:
أولا: الالتزام بالثوابت الربانية وحمايتها وعدم التمرد عليها، فهي بالنسبة للشعب اليمني بمثابة المخ للبشر الذي تتوزع فيه وظائف الجسد كله، والتزام المبادئ والدفاع علنها أهم من كل هم لأننا عندما أصبنا في مبادئنا وأخلاقنا، تحطمت كل مصالحنا في دنيانا وآخرتنا فلا ( نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ...فلا دينا يبقى ولا ما نرقع) والدين هو مخ الشعب اليمني، وما دام المخ سليما فسيكون شعبنا سليما، وما دمنا أمة ملتزمة بثوابتها الإيمانية والروحية فإن قوانا العقلية والنفسية وإدارتنا الروحية السليمة ستكون قادرة بإذن الله على الوقوف للتصدي لتلك العواصف الهوجاء (فإما حياة نظم الوحي سيرها.... وإما ممات لا يسر الأعاديا) ومن هنا على كل فرد من أفراد شعب الإيمان، أن يتسلح بسلاح الإيمان ويستعين برب الكون وخالقه ومدبره ومحي الخلق ومميته .
ثانيا: الالتزام الوطني بالتعاضد بين كل أبناء الوطن ضد كل فساد وعدوان يقوده مأجورون من الداخل لصالح الأعداء من الخارج، وعلينا أن تتشابك أيدينا وأن نمد حبال التوصل بيننا في أي محافظة ومكان كنا في يمن الإيمان، في ربوع يمننا في تهاماته وجباله وصحاريه، في مُدنه وقراه في حاضره وباديته كالبنيان المرصوص، وكالجسد الواحد نتداعى للدفاع عن الوطن وحمايته من كل مكروه فإن ما يصيب بعضه، فلا شك أن الآلام تسري لسائر الجسد فما يئن منه أبنا صعده وحضرموت وأبين وحجة وعمران، سيمرض منه سائر جسد شعبنا، فالولاء للوطن بعد الولاء للدين يدعونا للقيام الواجب بتدمير العداء الداخلي تدميرا لابد منه حتى لا نهلك بسكوتنا عما يدور في أوله، والشر في أوله ضعيف وفي آخره قاتل، نحن أحوج ما نكون إلى الوئام والتعاون والتلاحم فالالتزام الوطني بوحدة الصف وجعل الخلاف لا يتعدى البرامج يقوي النفوس ويبني السدود والعوائق في وجه أعداء شعبنا من الخارج ومرتزقة الداخل من أصحاب الأنانيات الماكرين والذين يقيمون حلفا شيطانيا أكبر، إن التلاحم الوطني والتكاتف بين أبناء شعبنا أقوى من أي سلاح لكل أمة ألم نتعظ من تلاحم الأعداء فنجاتنا في وحدتنا الوطنية والدفاع عن مقدراتها، وهلاكنا في فرقتنا (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظم) ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) وكما أن هذا واجب كل أبناء الشعب فرادى وجماعات فإن الواجب علينا أيضاً التوجه للدولة التي تدير أمر البلاد فنطالبها بواجبها ونتعاون معها مادامت تسير في الاتجاه الصحيح ونخلص لها ما دمت مخلصة لشعبها، ونجبرها على ترك الخنوع والترهل وترك القتلة يجوبون في ربوع شعبنا من المليشيات المسلحة التي تقضي على اليمن وإلا وجب أن تتخلى عن الدور الإداري والقيادي في حال عجزها، وعلى القيادات فيها تترك المتاجرة بنا بقبول زيادة الرصيد التي تدخل في حساباتهم من أعداء الأمة لتحقيق مآرب لا تخدم الشعب اليمني والتغيير يبدأ من الداخل والعلاج يبدأ من مرض الرأس، فلتتشابك أيدينا وسواعدنا ونتعاون جميعا لنصل لمستوى كفاءة تؤهلنا لحماية وطننا مما يراد له من تمزيق وتدمير من القريب والبعيد( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) وثقوا أن الفجر على وشك الطلوع, فلا تؤخروه بليل الاختلاف والتمزُّق والفُرقة.
د. عبد الله بجاش الحميري
مسؤولياتنا في عتمة الظلام (2-3) 1163