;
محمد أحمد عثمان
محمد أحمد عثمان

حُكّام وأنظمة على أبواب اللحود!! 1236

2014-04-21 11:38:50


في كتب التاريخ الإسلامي والتاريخ القديم عموماً قرأنا الكثير وعن طريق المؤرخين والباحثين سمعنا الكثير أيضا عن بطولات وإنجازات كان عناوينها شبان صغار لم يتجاوزوا الثلاثينات من أعمارهم أو ربما العشرينات ومع كل قصة تُروى لنا وفي نهاية كل حدث تروى علينا وقائعه وتفاصيله يبرز السؤال الحاضر دوما والمتهكم منا (أين أنتم من هؤلاء الشباب وبطولاتهم) هو سؤال تحفيزي أكثر منه استفزازيا في معظم الأحيان, على فرضية أننا لا نجيد القيام بمثل تلك الإنجازات أو أقل منها بدرجات ومراحل.

معظم الدعاة والمؤرخين والباحثين والسياسيين استحضروا ذلك الماضي الناصع إبداعا والمتلألئ شباباً وحيوية من خلال مشاركة الشباب وتفاعلاتهم مع كل المعطيات وقيادتهم لشعوبهم, استحضروا ذلك التاريخ ليقارنوه بحالنا نحن وموقعنا من المعادلة الاجتماعية والسياسية في هذا الزمن غير منتبهين أو مشيرين إلى الفارق الشاسع بين ما كان وما يجري, لم يتذكروا أن شباب الأمس مُكّنوا ولم تُهمّش آراؤهم ورؤاهم, أُشرِكوا في كل المعادلات وفي كل المراكز الحساسة ومراكز إصدار القرارات وتنفيذها في الدولة والمجتمع, لم يتذكروا أن شبان الأمس لم يُمنَعوا من الوصول إلى قيادة الدولة التي كان من النادر جدا أن يستحوذ عليها الشيوخ الهرمون, نسوا وتناسوا كل ذلك وتناسوا أيضا أن شباب اليوم يُسخر من إمكانياته وفعاليته في كل المحافل, تناسوا أن حكام اليوم وأصحاب المراكز الحساسة في الدولة والمجتمع وكل مكوناته مهاجرون على أبواب اللحود ومصطفون في طابور طويل غايته ما تحت التراب ومنتهاه كرسي في أعلى هرم الدولة تدار من فوقه شؤون الوطن والمواطن ومع شيبتهم وهرمهم هم يستأثرون أن يخسروا مناصبهم وأماكنهم لجيل الشباب بل كلما أحسوا بنهايتهم سارعوا في توريث ما تحت أيديهم لأحد أبناء جيلهم الهرم.

الوطن الحي والشعوب الولاّدة الشابة والفتية تحكمها هياكل فرت من توابيتها هذا هو الحال الذي تعيشه شعوبنا وأوطاننا فكيف يتمكن الشباب من تحقيق ما يمكن تحقيقه للأمة المسلوبة إرادتها.؟؟!

فيما سبق قد أبدوا متعصباً للشباب بحكم أني أنتمي إليهم لكن هذا لا ينفي أن كثيرا من أبناء الجيل الشاب سلبيون للغاية تجاه أوطانهم وحقوق وحريات مجتمعاتهم وهذه السلبية ليست سوى إحدى نتائج التهميش والإقصاء المتعمد من قبل الحكومات ومحاولاتهم المستميتة لتشييب كل شيء يخص الدولة وشؤونها ابتداءً من رئيس الجمهورية وانتهاءً بأصغر رجل دولة في أصغر المناصب, وفي أكثر الأمثلة وضوحا لحالة التشييب للدولة يبرز لنا رئيس الجزائر المحمول على كرسي متحرك والمتخطي السبعين عاماً كمثال بشع لحالة "الشخصنة" والتشييب للدول وحكوماتها, فالرجل لم يكتفِ بأن جثم على صدور الجزائريين عقداً ونيّف من السنين ولكنه أبدى رغبة جامحة في قضاء نحبه وملاقاة ربّه وهو على كرسي الحكم المتحرك الذي قد يتحرك معه إلى قبره ليحكم الشعب الجزائري من عالم البرزخ وكأن الحكم لا يحل لأحد بعده وأمور الدولة لا تصح إلا به وبركات تواجده.

ملاحظة عبد العزيز بوتفليقه لا يعد مثالاً نموذجيا لحالة التشييب و"الشخصنة" للدول العربية فغيره استمر في الحكم حتى لاقى أجله ولسنين تعد أضعافاً مضاعفة للفترة التي يقضيها بوتفليقه.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد