إنهم أولئك المقتولون فكرياً ونفسياً، إنهم أولئك الوحوش التي تتنكّر بصور إنسان، العاشقون لأصوات الرصاص والانفجارات، ومناظر الدماء والجثث.
يبحثون عن الأحياء ليقتلوهم بكل برودة دون مراعاة ولا تفريق، لا يبالون بأي حياة, فقد باعوا حياتهم أولاً، وهم عبارة عن مقتولين يقتلون.
قُتِل كل ما فيهم ما عدا أجسادهم بقيت لتقتل، تلك الأجساد الوحشية التي تختبئ تحت جلود إنسانية، خالية من الأحاسيس والمشاعر، خالية من كل شيء، سوى العظام السوداء والدماء الصفراء.
إن العيون لتبكي، وإن القلوب لتتفطّر، وأن العقول لتحتار، وأن اللسان ليعجز عن الكلام والوصف، لهول ما يحدث في أرض طيبة وشعب يحب الخير.
طاهر الزهيري
لقد عرفت القتلة..! 1280