لقد أصبحت المجتمعات العربية محكومة بمزيج من التخلُّف والبدائية والعصبية في دول تدّعي ممارسة الديمقراطية.
إنّ المجتمع العربي ما زال مسلوب الإرادة , مصادرة حريته بسبب الإنتاج المستمر لصناع الهزيمة، وهذه المجتمعات لا يرتبط جمودها أو تطورها ببقاء السلطات والأنظمة السياسية أو زوالها.
ولعل العالم العربي على موعد واستحقاق يخول لها أن تسترد حريتها لأن الحرية وحدها قادرة علي صناعة واقع جديد لعالم جديد يخلو من القهر والتبعية المدلة للكرامة والنفوس, إن المشاركة السياسية في العالم العربي يجب أن تنَصَبَّ فيها يخدم نهضة الأمة وما يمكن أن تحدثه من إذكاء للتنمية وبالفعل يمكن الجزم والحصول على هذه المحصلة المرجوة من المشاركة السياسية إلا إذا كانت هذه المشاركة من أسباب التسيس والتوجيه المصطنع القائم على الدعاية المزيفة.
إننا نعيش أمام صناعة نهاية الصمت العربي ضد حكومات لم يكن لها أية قاعدة شعبية تُذكَر مبنية علي ديمقراطية عادلة ومتوازنة..
ذلك لأن عبثية الحكومات العربية أتعبت الشعوب وكان على هذه الحكومات تقييم أسباب وجودها وبقائها من إرادة شعوبها..
إن شبح السيطرة الغربية والغربية لا زال يلوح في أفق الأمة ولا زالت الإدارة الأمريكية ومعها القوى الاستعمارية تحاول السطو على إنجازات الشعوب بممارساتها وارتهاناتها وإلى تغيير البوصلة التي آمنت بها الشعوب.
أعوام تمضي ومنطقتنا العربية تشهد الظروف ذاتها وتواجه الصراع ذاته.. ولا زالت أمتنا في مواجهة شبح التوسع الأميركي، حيث ترتسم في الأفق صورة خارطة جديدة لمنطقتنا من خلال شرق أوسط جديد قائم على تقسيم وتفتيت المنطقة إلى دويلات دينية، طائفية، عرقية.. متصارعة.
تجارب المشاركة السياسية التي مرت بها دول المنطقة العربية في ماضيها وحاضرها فإنها تتفاوت في شكلها ودرجاتها وأسبابها كما أنها تتفق وتجتمع فيما يخص تأكيد الحريات الأساسية من أجل بناء مجتمع معاصر خالٍ من كل صور الاستبداد والتخلُّف الحضاري..
إيمان سهيل
مجتمع مسلوب الإرادة 1217