تألمت كثيراً وحزنت على وطن تتقاذفه الأمواج والمِحن ومُواطن جائع لا يجد ما يقتات به ويتعذب بين أنّات ومواجع، ببساطة وبراءة يقوده ساسة لا يعلم ما يريدون, اعتصم, انتخب, عارض , تارة يتحدثون عن الوطنية، وتارة أخرى عن الإيثار؛ لكنك تكتشف ذلك, تكتشف أنها ليست إلا مجرد مصطلحات للوصول إلى غايات واستخدامهم كمطية فقط يعملون جاهدين للوصول إليها على حساب الآخرين، لا يعلم هذا المواطن البسيط كم كذبوا عليك كم تاجروا بقضاياك وهمومك من أجل نفعهم الشخصي وهو يسير دائما ببراءة، لا يحلل العهود والبرامج وهم يتلاعبون بهذا الوطن وينهبونه.
لماذا لا نفكر ولو لساعة في كيف بدأت الثورة؟ ولماذا خرج الناس واستشهدوا؟ اتجهنا جميعاً لإسقاط النظام والقضاء على الفساد المتجذر، لكن المؤسف أن من يخرج ليطالب بإسقاط الفساد يظهر أخيراً أسوأ ممّن طالب بإسقاطه, متناقضات عِدّة عاشتها المرحلة الثورية واُختُزِلت وسُرِقت لتنتهي بمشروع الشراكة بين منظومة اكتشفنا أنها تختلف وتتفق على مصالحها فقط أما الوطن فهو فمجرد شماعة فقط لتمرير مشاريع وظاهرة صوتية منهم فقط..
لم نعد نثق بهؤلاء الذين انطلقت الثورة وحوّلوها إلى أزمة وعادوا إلى الشراكة لتقسيم مكاسب وصفقات ويسلبون الشعب حريته ويدعون إنهم أوصياء على الشعب.
وقفت مكسوفاً وأنا أشاهد المواطنين محتارين من الوضع , يساقون لا يعرفون ما يدور من هذا الحديث إنقاذ اليمن هو ليس إنقاد بل إنقاذ لمنظومة متكاملة من الفاسدين الذين غاروا في اللهف, لا اتّهم كياناً بل كل المشاركين في العملية الذين قتلوا ويحاولون شنق المشروع الثوري، يساقون بأجندة خارجية ويتحدثون عن وطنية في الوقت الذي هي فيه غائبة عنهم, فقد تعدوا الوطنية والى ما هو أبعد فقد أخلوا بالسيادة التي أضحت قوى لها توكيل حصري بها..
في 22فبراير شارك الجميع واتفقوا على التزوير وامتلأت الصناديق تزويرا من دعاة النظافة والطيبة لم يكن هناك دفع للعملية والمشاركة ضئيلة لكننا نُفاجَأ بمراكز انتخابية صوتت بنسبة100%ولم يتغيب فيها أحد, هذه الكذبة الكبرى، جسدوا تزوير "مُشرعَن" وبفتوى إنقاذ الوطن أو من أجله، فقد أوجدنا وطناً ويمناً مزوراً، فبدلاً من أن تنطلق القوى الوصية على الثورة بنظافة وحصافة تآمرت مع من طالبت بإسقاطهم وما جمعتهم هي المصالح، ويتباكون على هذا الشعب بدموع الزيف والبهتان..
صدقوني لم اعد أصدق الساسة, إنهم يتاجرون بهمومنا جميعاً..
صالح المنصوب
إنهم يتاجرون بهمومكم 1189