عندما بدأ الشباب في الخروج والمسيرات أمام بوابة جامعة صنعاء في فبراير2011م كانت مطالبهم حقوقية بحتة.. وكان الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح يتعامل مع تلك المطالب بوعود وحزم في الإصلاحات وإن لم يتم الإسراع في التنفيذ ما جعل سقف المطالب يرتفع تدريجياً حتى تم رفع شعار "إسقاط النظام" وظهرت المكابرة في الرئيس السابق ونظامه في حشد الجماهير إلى ميدان السبعين ومواجهة جماهير الستين وتنوعت الشعارات في كل الميادين ووصلت الحشود إلى مئات الآلاف المناهضة والمؤيدة ولكن دون جدوى ومع زيادة الأخطاء توصل الطرفان إلى المبادرة الخليجية ومخرجاتها.
واليوم وبعد مُضي ثلاث سنوات على ذلك وسنتين على دخول المشترك الحكم وبواقع 50% ـ حسب المبادرة المذكورة.
يعلب الإخوة في التجمع اليمني للإصلاح نفس الدور الذي كان يلعبه المؤتمر الشعبي العام كمظلة للفساد والمفسدين متناسياً أنه مازال شريكه المؤتمر يمتلك 50% من الفساد والإفساد’ متحملاً أي الإخوان عبء المكابرة والدفاع عن الفاسدين جميعهم.
والمتأمل لحال الإخوان وما يحمّلون أنفسهم من عبء أتباعهم وأتباع شركائهم "المؤتمر الشعبي العام" في الحكومة أقول المتأمل يصاب بخيبة الأمل من هكذا سياسة وهكذا تصرفات ومكابرة تجعل الإخوان المسلمين عُرضة للتهكم والتهم ويتذمر منهم أبناء الشعب اليمني المتحزبين بل والمستقلين وكأنهم حشروا أنفسهم في زاوية ضيقة مراهنين على دولٍ إقليمية وتنظيمات خارجية غير آبهين بنصائح الآخرين على الأقل من المستقلين الذين يرون بعض ملامح الخير عند الإخوان ويراهنون عليها في إصلاح وضع اليمن واليمنيين ولو بعد حين..
يا إخوان الإصلاح اتقوا الله في أنفسكم أولاً ولا تحمّلوا أنفسكم فوق طاقاتها، اتقوا الله في شعب راهن ومازال على أنكم ستكونون عامل صلاح وللبلاد والعباد, فلا تخيبوا آماله, ثقوا جيداً بأن لكم مناصرين كُثر غير أعضائكم الرسميين يترقبون أعمالكم وسياساتكم ويقيّمون أداءكم فلا تعتمدوا على تقييمكم لأنفسكم فتخسروا وحينها لا تجدوا في الصناديق إلا أصوات منتسبي الإصلاح واعلموا أن غالبية الشعب اليمني العظمى ليست "مؤتمر " ولا "إصلاح" بل شعباً يمنياً مستقلاً يبحث عن الأفضل, فلا تراهنوا على المتزمتين والمتطرفين من عناصركم فإن ضررهم عليكم أكثر من نفعهم لكم, وهي والله نصيحة مواطن محب يراهن كثيراً عليكم إن اعتدلتم في سياساتكم والله من وراء القصد.
ـــــــــــــــــــــــــ
*كاتب وباحث اجتماعي.
أ . محمد عبد الله عكروت
نداء إلى التجمع اليمني للإصلاح 1252