في زمن لهيب حارق يتعرض له وطننا اليمني انتقاما من ثورته المباركة، وفي ظهور السحب المظلمة والتي قد تمطر مطرا حمضيا على يمننا، فتحرق الأرض وتهلك الحرث والنسل في زمن تقوم جماعات مأجورة بتعاون بعض المرتزقة ممن ينتشرون هنا وهناك داخل الوطن، وبعضا ممن سقطت مصالحهم بالثورة وفقدوا مكاناتهم ومواقعهم في إذلال الشعب، من عدوان هؤلاء جميعا تتناثر الجثث وتواجد الموتى في حجرات المنازل، حتى أن الأطفال يلعبون بلحى الآباء تصورا منهم أنهم أحياء، ويمتطون على جثثهم ويظنون أنهم يخضعون لهم للركوب عليهم، في وقت انتشرت فيه السخرية والاستهزاء من الثورة والثوار، وتيئيس الجميع من عدم تحقق أهدافهم، بدليل أن عصابات الظلام لازالت تحكم وتتآمر على إجهاض الثورة وتمنع الجيش والأمن من إيقاف القتل والدمار الذي تمارسه عصابات الإجرام الموصولة بالخارج فكريا وعسكريا، وتعلن من تسمي نفسها دولة تحمي الشعب وترعى مصالحه لزوم الحيادية في الدفاع عن الشعب ضد المليشيات المسلحة التي تنشر القتلى وترقص على جثثهم تحت موسيقى ومزمار ( الموت لأمريكا الموت لإسرائيل) إلى آخر تلك الأغنية الفاجرة الماجنة، في ظل تربع مخلفات العهد البائد على سير المحافظات من أصهار وأنساب وقرابات للعهد البائد أو للمليشيات المتخلفة في إدارة المحافظات وعدم تطبيق منهج الثورة، في زمن تهدم فيها بيوت الله ودور التعليم والعلم ومدارس تعليم كتاب الله، أمام نظر الحكومة التي لا تحسن غير جمع الضرائب ونشر أدوات الفقر وجرع الجوع، وتتطلع لتنفيذ ما طلب منها من ترك الشعب يتمزق ويتمرد على العهود والاتفاقيات بل وعلى مخرجات مؤتمراتها الهزيلة التي كتبته قولا وبذلت عليه مالا، لكنها لم تشأ أن تحمي تنفيذه لحاجة في صدور الذين يريدون أن يسطوا بشعبنا من أعدائه في الخارج وجنودهم المرتزقة في الداخل، في وقت زراعة السراب تلو السراب في زمن المكر المكشوف الآتي من وراء البحار وينفذه من يتربع على دفة الحكم ليمكر في تطبيقه على شعبنا، في زمن الحكم الذي يظهر ترهله رغم كثرة رجال أمنه وجيشه في زمن حكم يقود بلادنا بمنهجية حكم جائر ولى، غابت وجوههم وبقيت على الساحة آلياتهم، في زمن قلب الحقائق في زمن يداعب فيه المسئولون قتلة شعبنا الفاتكين به ويراعوا ظروف المستبدين الظالمين المخلوعين ليردوهم بأنفسهم أو بمن يقرب منهم بصلة نسب أو حزب أو زمالة أو طائفة أو قبيلة، في زمن يكذب علينا جهارا نهارا بكذب مكشوف وهم ونحن نعلم الكذب لأنه لم يعد خافيا ما يدور وراء الكواليس، في زمن يحمل فيه المقتول ظلم قاتله والمعتدى عليه جريمة المعتدي عليه، ويحمل فيه السجين المخطوف ظلم السجان رغم أنه مقيد في السلاسل لكنه ظالم للسجان رغم أنفه مع أن الجراح تنزف من السجين وليس من السجان، في زمن المداهمات لمعاهد العلم ( قرآن وحديث ) ويطرد منها أهلها وتهدم على رؤوس قاصديها، ولجنة الوساطة الحكومية ترى ذلك ولا تدافع عن المظلومين رغم قصف المليشيات الخارجة على الشعب بدعم من فاسدي الداخل وأعداء الخارج رغم تلك الدواهي والمصيبات التي تحيط بنا وبحاضرنا ومستقبلنا وبشعبنا وبتطلعاته في هذا الزمن ما واجب شعبنا أفراد وجماعات وأحزاب وقبائل ما لذي يجب أن نفعله حتى لا تخرق السفينة اليمنية فيغرق الجميع؟ ..
د. عبد الله بجاش الحميري
مسؤولياتنا في عتمة الظلام (1-3) 1282