مع أن ثورة فبراير تدلف إلى العام الرابع إلا أن محافظة اب- صاحبة الدور البارز في صناعة تلك الثورة من خلال تضحيات أبناء إب من خلال كوكبة من الشهداء الذي عطرو تربية الوطن في ساحات الثورة ومازال أبناء إب يواصلون تضحياتهم من خلال جموع الشهداء من منتسبي القوات العسكرية والأمنية الذين يتعرضون للاعتداءات الإجرامية التي تستهدف الجيش و الأمن كل يوم في كل محافظات اليمن .
الثورة في إب حالة استثنائية من حيث الكم والكيف بل لا أكون متحيزا إن قلت إن إب كانت مصدر الهام للثوار في كل الساحات فحشود إب أبهرت الجميع وابتكارات ثوار إب للأنشطة الثورية لم يصل إليها احد, ومع ذلك مازالت إب إلى اليوم تعيش تحت وطأة إمبراطورية الفساد العفاشي الذي مازال متحكم بكل شيء فيها بل انه كلما مر يوم يزاد المشهد فيه قتامة من ذي قبله.
والواقع يشير إلى أن إب تجر إلى وضع اكثر سواء مما هي علية اليوم خاصة أن هادي وحكومة الوفاق مازالوا إلى اللحظة يتعاملون مع إب بنفس النهج الذي عوملت به خلال عقود عفاش الذي كان يعاملها ارض فيد وموطن غيد يكافئ بها المخلصين من أتباعيه وحواشيهم .
وهو نفس النهج الذي نراه اليوم من هادي وحكومته من خلال التعيينات التي تحدث ما بين فترة و أخرى في قيادات الأجهزة والمكاتب التنفيذية بحيث تأتي اكثر من 90% من تلك التعيينات معززة لقوى الشر والفساد, بل إن التعيينات التي أصدرت في عهد هادي لم تكتفي بتعيين أشخاص من ذوي الماضي الإفسادي فقط بل إنها تجاوزت إلى تعيين شخصيات تجاوزات الفساد المالي والإداري بل إنها قد تجاوزت مراحل انتهاك حقوق الإنسان وصولاً إلى مرحلة منع حق الحياة من ذلك على سيبل المثال صاحب القرار المشهور ب(144) المعروف بامتلاكه وأسرته إلى سجون خاصة غبيت أناسا لسنوات فوق الأرض و أخرى تحت الأرض, غيبت آخرين إلى يوم الدين, وكذلك تعيين احد المتهمين بقتل الثوار في جمعة الكرامة مديرا لما يعرف عند أبناء ونخب إب بـ(الصندوق الأسواد) اكثر الهيئات الإيرادية في المحافظة وهو الأكثر تحصينا من الأجهزة الرقابية التي لا يمكن أن تصل اليه.
فلا احد يعلم أن إيرادات الصندوق من الرسوم التي تضاف إلى على فاتورة الكهرباء خلل عام 2013م فقط هي مبلغ (261,234,106.12) حسب تقارير مالية الكهرباء مع العلم أن الصندوق الأسود يستحوذ على منافذ ايرادية متنوعة آخرها تحويل المنشآت السياحية بالمحافظة اليه بالإضافة إلى الرسوم التي تفرض مع كل الخدمات الحكومية كالمياه والهاتف والصحة التعليم و تأجير الأرصفة والجزر في الشوارع المحافظة والأسواق وووو.
و كذا تعيين مدير للمكتب الضرائب الذي جيء به من محافظة آخر هو متهم فيها بقتل طفلين ويقود عصابة تخريب مدعومة من جهات حزبية داخلية وخارجية وهو يعلن ذلك وقد ظهر مؤخراً في احدى الفضائيات معلن افتخاره بأنه مرتهن لإحدى الدول الإقليمية .
والملاحظ أن قوى الشر في إب تحكم سيطرتها وهي تملك القوى المادية والمعنوية بحكم تمركزها في المواقع القيادية والإدارية في كافة مواقع الجهاز التنفيذي بالمحافظة والمديريات وتعمل على تعزيز نفوذها بصورة أوسع وخاصة على الجهات ذات الطابع المالي الإيرادي بشكل مستمرة وبأسلوب يتسم بالهدوء وعدم إثارة الضجة من خلل جلب أشخاص من خارج المحافظة لا يعرف ماضيه موهمة الناس بان هناك تغييرات من ناحية ومستغلة الوضع الذي مازالت تصدر القرارات فيه مركزية.
لا اعتقد أن هنالك شخصا يستطيع التدليس على هادي وحكومته بتعيين مثل هؤلاء الأشخاص الذين لهم مواقف معادية للتغيير معلنة عبر وسائل الإعلام إن حدث هذا مرة وعلمه كما حدث بإصدار القرار (144) فلا اعتقد أنه سيكون من مقبولا بعد ذلك خاصة أن أبناء إب من ذلك الوقت إلى اليوم قد عادوا إلى الساحات مطالبين بإلغاء ذلك القرار منذ قرابة العام وتغيير الفاسدين في السلطة المحلية وعلى رأسهم المحافظ .
وفي هذا الجانب وحتى يعلم هادي عن حال إب والسلطة المحلية التي مازالت عفاشية واغلب قيادتها من الأكثر قربا وولاًء للرئيس السابق وهم من اكثر الناس تردداً علية وتنفيذا لمخططاته ولتعلم ذلك ما عليك إلى تكليف احد العملين في مكتبك للمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية التي تتحدث عن إب أو تصدر عن أبنائها للمتابعة أخبار إب لمدة ساعتين فقط لعلمت من هو أمين التبإب ومالك الشوارع ومالك المكاتب الحكومية وسوسة الأوقاف والكثير من الألقإب التي يطلقها ابنا المحافظة على رموز الفساد وناهبي المال العام والخاص وستعلم حينها معالي الرئيس من يدير التقطع على الطرق ومن الذي يجلب القوى الإرهابية والطائفية في بعض مديريات المحافظة كالعددين و الرضمة والسدة وستعلم حكاية السجون الخاصة .
في إب حتى التدوير غير ممكن وذلك لان السلطات العفاشية التي تدير المحافظة عملت منذ اكثر من عشرون عاما وبالتحديد منذ كان أمين العاصمة الحالي محافظا لإب على إخلاء كل المؤسسات الرسمية من المعارضين السياسيين والرافضين للفساد حتى وان كانوا من حزبهم والتدوير الذي احدث في مدراء المديريات مؤخرا والذي خرج أبناء إب لرفضه خير دليل على ذلك.
وبهذا فان مماطلة هادي بتنفيذ وعودة بإحداث تغيير حقيقي يلبي مطالب أبناء إب وتحقيقه وتركه الحبل على الغارب أمام قوى الشر التي تعمل على جر إب إلى مرحلة اكثر سواء مما هي علية اليوم يشعر أبناء إب بخيبة خاصة أن إب كانت من اكثر المحافظات وقوفا إلى صفة في الانتخابات الأخيرة وهو سوف يتيح لقوى الشر من تنفيذ مخططاتها الانتقامية التخريبية بكل سهولة ويسر وبقرارات عليا . ما ينبغي على هادي في اللحظة التي تعيشها البلاد بشكل عام هو أن يتحلل من الماضي وان يبتعد عن أساليبه في إدارة البلاد و يأتي بشيء على أو على الأقل الإيفاء بشعاره الانتخابي( بناء يمن جديد ) الذي منى به حينها جمهور الناخبين الذين صوتوا له ولم يروه إلى اليوم منه شيء بل العكس فنحن نراء اليمن القديم بكل عوراته وسوأته كما أن على هادي أن لا يرسم في ذهنية المواطن صورته بنفس ما كان عليها سلفه الذي كان يقول شيئا ويظهر عكسه .
نشوان الحاج
إب بين مطارق قوى الشر ومماطلة هادي 1350