يلجأ إلى هذا الحديث كل من يرغب في التستر على أعماله القذرة, ومخططاته المنتنة, فيقول أخطأنا.. أو نسينا.. أو كنا مرغمين.. فيحاول- بهذه العبارات- التملص من فظاعة الجرم الذي ارتكبه وعظيم الذنب الذي ظن انه سيغفر له، كل هذا لجلب منفعة أو مصلحة تخصه أو هدفاً يسعى لتحقيقه، و كأنما وضعوه في هذا المكان فقط لتقديم الاعتذارات.. وشرح المبررات.. و تناسى كم أرواحاً أزهقت وكم جراحاً نكئت وكم أحلاماً تلاشت.
والأفظع من كل ما حصل ما زلنا نسمع والقادم اجمل.. فعن أي جمال يتحدثون؟! عن تحالف الأعداء.. أم سيطرة الأقوياء.. أم تصادم العقلاء، فإلى متى سيظلون حبيسين أنانيتهم المفرطة.. والى متى سيظل الشعب متمسكا بزمام هذا التفاؤل وبعبارات القادم اجمل! ونحن من سيء إلى أسوأ.
هذا لا يعني أن نتخلى عن التفاؤل والحلم بأيام أجمل فلولاها لما استطعنا تخطي عقوداً من حكم الهمجيين وسياسة المصفقين.
بل يعني أن نكون على قدر من الوعي في اختيار من نأمنه على إدارة أمورنا...وتسيير مصالحنا.. وكلي أمل بأن يكون القادم افضل وأروع واجمل.
منى حمود السعيدي
رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه 1086