حين يبدو الوطن مقال على الورق، وكلمات تتأرجح في حروف الصياغة ؟!!! على أشكال تبديل الجنسية ويتلون البشر على أنماط الحرباء متى يكون للوطن قيمة حقيقية فلإنسان العالة على غيره يتخلى عن الوطن، يستهلك خيراته دون المحافظة عليه، سياسة الوصول إلى المناصب على حساب الأخر سلب للقوى عندها يحتقر الوطن، اعتبار السلطة وسيلة وغاية مغنمٌ و ربح يتحول المجتمع إلى أرانب ترتعي في المرافئ وثرواتهم رصيد للمغنيات والمطربين عندها ينتهي الوطن .
حين تكن وقوداً في مطبخ الحكام يكونوا وطناً وولاة أمر ونحن لعبة يعبثون بنا والوطن على حد سواء، وأنا ومن بعدي الطوفان.
فلا مناص من بيع الوطن، الظلم في وضع الرجل غير المناسب في المكان غير مناسب والعيش في ظلام السجون.
حين تصبح المدارس سجون لأبنائنا والبيوت والمال العام مباح لأشخاص فلا وطن لنا، الذين يدعوا الحفاظ على الدين بوسيلة القتل والدمار والدم يعد تقصيراً في الشريعة وبيعاً للوطن. الشرائع وجدت لبناء الأوطان الإسلام يقبل الجميع ويتعايش مع الكل ويتسامح مع من معه في الدين وغير الدين.
تلكم العملاء للعدو والصهيونية يعدون بائعين أوطان، الدعاء بالويل والثبور وتوعد من يدينون بغير الإسلام في صلاة التراويح وبعد الأذان يعد بيعاً للوطن الإسلامي وخروج عن قيمه.
أجدهم جاروا عليك يا وطني بالتزوير في الشهادات الجامعية والتزوير في الانتخابات والتهاون في الرشوة والسكوت عن الخطأ بيع للوطن، من أجل حفنة أموال ستزول ويبقى الوطن.
بيع الوطن سهل ولكن من يشتريه حقاً هم الفقراء والمعدمين أجدك يا وطني في شوارع مدينتي القديمة العجوز.. في بيوتها في فوانيسها في أحيائها في عبقها, وتناقضات أهلها المتكاملة.. هناك في رائحة الياسمين الأبيض التي تفوح.. من يبقوا على ترابها الخيانة للأخوة والشعب وأصبحت لديهم ثقافة مجتمع ووجهة نظر الطواف حول الموائد المستديرة، بدلاً عن الطواف حول الكعبة متجاهلين من نحن، بهدف المغانم والربح السريع ، حينئذ ماذا يكون، عند تقديم مصالح شخصية على حساب المجموع يكون الوطن أثمن الثمن، حين يقضي القاضي بحكم ويظلم ويكون سبباً للجريمة لا رادعاً لها ترفع الجلسة ضد الوطن. عندما نتكالب على إصدار البيان المشترك، ونضرب الأخماس في الأسداس، ونتواطأ مع الخصم ضد الشريعة تزلفاً ونفاقاً، فلنتأكد ساعتئذ أننا نسمم الوطن.
عندما تقدم حزبك بالكذب وبيانك بالنفاق وشهادتك باليمن الغموس ثق أن الوطن يأذن بحرب دون هوادة، فالسياسة تعتمل تلميع الأشخاص مقابل الأموال والمصالح وكتم الأنفاس، ثق بأن القصف محتوم للوطن، ثقافة فرق تسد يصب ذلك في جسد الوطن وصناعة الأزمات والعيش على فتات الشعوب، وإذا بالقرية الصغيرة المسماة العالم اشتراها الحكام العرب مقابل الجلوس على الكراسي ليس بيعاً للوطن إنما ذبح النعاج البشرية وتقديمه كالشواء الإنساني.
لعن أمريكا وموت إسرائيل ليس حلاً بل مشكلة للوطن، ليست الصلوات والكلام عن تقديم التنازلات والهبات الطبيعية للعدو الصهيوني والمصافحة لقاتلي الأوطان دونما سبب، حيثما يدعي هؤلاء لم أراك يا وطني.
اعذرني.. هم اتخذوك وسيلة بلهاء للصعود على قمتك فلا أجدك حيثما يبحثون.. أراك في أزهار مشمش الربيع .. في الأشجار في العشب الأخضر, في الحمام في الماء في الهواء.. تحلق في السماء عند الصباح, تعلوك الله أكبر.. والكنائس تدق أجراس القداس.. يا وطني أراك في قلوب رحيمة ..أجدك في حريتي في سعادتي ..مرسوم على ابتسامة أولئك الذين أحببتهم. في إنجاز أقراني وإبداع إخواني، في راحة بال طالما حلمت بها معهم بوطن آمن، وطني شموخ وبقاء. كرامة ولقمة وامتلك قطعة في ترابه الطاهر .
عندما أجدك يا وطني سأدفن ألمي وأقدس ثراك، الوطن تلك القيم والمعاني والكرامة والشيم، تهزني أوتارُك. وطني أنا الوطن.
سمير الشاطر
مواطن بلا وطن! 1556