إب المحافظة الأكثر معاناة وغبن و تهميش ولا أجدني مبالغ حين أقول أن ما تعرضت إليه إب وأهلها من عبث وفساد ونهاب يساوي إن لم يكن أكبر مما حدث بالمحافظات الجنوبية مجتمعة.
فمن المعلوم أن النظام السابق كان ينظر إليها بأنها أرض فيد وكان يكافئ المخلصين من حواشيه و أتباعهم بتعينهم في مناصب قيادية وإدارية على مستوى المحافظة و الوحدات الإدارية في المديريات وصولاً إلى عقال وأمنا الحارات والقرى فأكثر من 99% منهم ينتمون إلى طيف سياسي واحد, من هناء استشرى الفساد في كل المستويات الإدارية, فكل من تولى مسئولية يعتبرها فرصة للثراء.
والملاحظ اليوم أن أكثر الأشخاص إخلاصاً للرئيس السابق سوف يجد أن عدد كبير منهم مر من بوابة إب فلو أخذنا نموذجاً لذلك منصب المحافظ فقد مر منه احمد المجيدى محافظ أبين الحالي و كومبارس انتخابات سابقة, وهلال والقيسي وصولاً إلى الحجري .
هذا كنموذج لمن كوفئ بمنصب واحد في إب من رجال النظام السابق .
ومن هنا فلا غرابة أن تجد أن أصحاب فساد 83 مليار التي ذاع صيتها في كل الأنحاء هم أنفسهم من يديرون المحافظة وهم من تولى نهب أراضي الأوقاف وهم من يرعى عصابات نهب أراضي المواطنين وهم من يسرقون أموال الدولة ولهم حصص من جميع إيرادات الدولة وهم أنفسهم من ينهبون المحافظة عبر صندوق النظافة الذي يتولى حالياً مهام أغلب مكاتب الدولة مثل الأشغال والسياحة التي يدير المنشآت السياحية بالمحافظة كمنتزه جبل ربي ومنتزه مشورة وحديقة الحيوان ويسعى إلى ضم شلال المشنة إلى مملكته الاستثمارية بالإضافة إلى تأجير الأرصفة والجزر والشوارع .
لم يكن مستغرب على إب أن تلقي بأبنائها ليشاركوا في صناعة أحداث ثورة فبراير رغبة من الأرض في نفث خبث المفسدين فيها الجاثمين على ظهرها.
وهي نفس الرغبة عند إب الإنسان الذي خرج في فبراير منتفضاً على واقع فرض عليه قيد حريته أسر إرادته سلبه حق التفكير والتملك بل وصل الأمر إلى سلب حق الحياة عن الأشخاص فبعض قيادات السلطة المحلية في إب يملكون السجون الخاصة مشهورين بانتهاكات حقوق الإنسان .
لذلك ثارت إب في فبراير وهي مستمرة في ثورتها حتى يراء الرضاء طريقة إلى قلوب الذين نهبت أراضيهم في الوديان والجبال ويراء من فقدوا أبنائهم على أيدي عصابات النهب الرسمية القصاص من القتلة وزعما ورعاة تلك العصابات .
شعور الناس بالظلم منذ ثلاثين عام إلى اليوم وبعد ثلاث سنوات من فبراير أورفت خلالها قلوب الناس بالأمل من خلال تغير ثوري يعيد لهم كرامتهم المهدورة ويعيد لتاريخ إب النضالي اعتبره من خلال محاسبة من عاثوا فيها فساد جعلهم اليوم يخرجون رافضين للترجيديا التدمير المستمرة في تحديها للثورة ولدماء شهدائها وأنات جرحها مطالين يتغير يلبي تطلعات الناس يحقق أهداف الثورة لا أن يكرس لقوى الشر أكثر مما هم علية.
إلى المحافظ الحجري .
كثيراً ما نظر أبناء إب إليك بأنك ممسك العصى من النصف بل فاق ذلك إلى أن البعض يراء فيك عامل استقرار للمحافظة وأنك عقل السلطة والمعارضة ووصلت إلى أن شكلت عبى على بعض أحزاب المعارضة التي طالما اتهمت بأنها تجاملك وترعي رضاك في تصرفاتها ومواقفها ووووو .
بل إن الكثيرين حمد إليك الجو الثوري الذي ساد إب بمدنها ومديريتها وقراها خلال ثورة فبراير من قبيل أنك وقفت حائل أمام رغبة الذين كانوا يريدون إشعال الفتنة ممن هم حولك في السلطة المحلية والمؤتمر الحزب الذين يكانوا يخططون بمواجهة المد الثوري بالعنف, مع أن الحقيقة أنك لم تكن العامل الرئيس في المحافظة على الاستقرار والأمن في إب خلال مراحل الثورة بل إن الفضل بالدرجة الأولى كان إلى شباب الثورة الذين حافظوا على سلمية الثورة رغم المحاولات الكثيرة لاقتحام الساحة والاعتداءات المتكررة على المسيرات والفعاليات الثورية فأول اعتداء على الساحات كان في إب بحيث كانت قوى الشر الذين يحكمون المحافظة يحشدون الجيش والأمن والبلاطجة كما حدث في مسيرة الورود وجمعة الحسم ....
ويأتي الفضل في ذلك بدرجة ثانية للموقف مشايخ القبائل والخيرين من الوجهاء والعسكريين الذين احتشدوا من كل المديريات وتعهدوا بحماية الثورة وشبابها وهذا ما كان بالفعل وهم ما أوقف النزقين من قيادات حزبك كبح نزقهم.
الأمر الثالث أن النظام الذي ثار الشعب ضده أردا أن تحتفظ إب بسلميتها في تلك المرحلة ليستخدمها كجسر عبور ومتنفس لقواته التي أراد منها أن تصيب الثورة في مهدها تعز وصنعاء .
في الحقيقة أنك سيادة القاضي فقدت الكثير من خلال موقفك الأخير وأظهرت صورة مغايرة للتك التي كانت مرسومة لك في أذهان الكثير وأن العصا التي طالما وصفت بأنك ممسك بها من النصف قد تشضت إلى ثلاثة اتجاهات يحمل كل جزء منها رسالة الأولى مفادها صوابية المعتصمين في كل ما يقولونه والثاني أن قوى الشر من حولك استطاعوا جرك إلى مربع هم المستفيد الأول من وقوعك فيه لأنك كثير ما خطفت الأضواء عليهم من ناحية ومن ناحية أخرى فقدت مكانتك عند من كانوا ينسبونك إليك أسباب الأمن والاستقرار .
الأمر الثالث الجزء الذي بقى من العصا بيدك أنك أصبحت اليوم بعيد عن منهم معك ومنهم ضدك وما كان ينبغي أن تصل إلى هذا المستوى, فالمحافظة لا تحتمل مزيداً من الوقوف على سلم الانتظار حتى تنتهي مسلسل الاتهام والاتهام المضاد وتقضي خفافيش الأزمات على ما تبقى من رمق للحياة فيها.
نشوان الحاج
إب تراجيديا الألم 1331