قمة البؤس أن تجعل من نفسك تابع ذليل وراء نزوات الآخر الذي بدوره يصنع منك جسراً "كبري" يعبر على ظهره إلى الضفة الأخرى والأفظع من ذلك كله أنه يتركك تواجه الأحذية وهي في طريقها للعبور ..

نحن ولدنا أحراراً وعلى هذا النسق والمنوال سنواصل السير في تعرجات الحياة مؤمنين وكلنا على ثقة أن الله يهب ويعطي من دون مقابل وغيره مهما أعطى سيبقيك حبيس عطائه وعبداً لنزقه وسفهه ...

ترى كم تبقى من عمرك حتى تتحول من إنسان حراً طليقاً إلى شاهد زور .. بوق نشاز ..مسعر فتنة .. عائق وجودي لا تفقه ما تقترفه يمناك .. لا تشعر بحجم الدمار الذي تساهم في انجازه .. أنت لا ترى وغيرك مثلك أبعد من أنفكم ... لا تدركون ماذا يعني الاستمرار في جر البلد إلى الفوضى الهدامة والعودة بها إلى ما قبل الدولة وفي القادم سنكون أمام معضلة مواجهة من يسيرون على خطانا بالأمس وسندخل دوامة لا حدود لها، وسندفع ثمن غبائنا باهضاً ...

ماذا يبقى بعد أن يتحول الأفراد إلى أذيال ينقادون وفق أهواء البعض وحساباتهم السياسية ..

شكراً لمن يكبرون بعلمهم وعطائهم لهذا البلد .. شكراً لمن يبنون أوطانهم بالكد والكفاح والعمل .. شكراً لمن يعزفون من ترانيم قلوبهم هواهم لهذا الوطن ..شكراً لمن يعشقون هذا التراب الطاهر حد الثمالة.