الذي يتابع الأحداث منذ الانقلاب في مصر يلاحظ أن هناك جهوداً دولية كبيرة تهدف الى القضاء على الخطاب السياسي الإسلامي وأنا ما أسميه لسان هارون.
إن جماعة الاخوان المسلمين تبنّت الخطاب بالحُجّة والاقناع بالبيان والأسوة بالممارسة الخدمية الاجتماعية لمشروعها الحضاري وهو ما جعلها تكتسب شعبية جماهيرية؛ فكان احترامها يظهر جلياً في أي وسط فئوي أو جغرافي يتمتّع بالحرية والنزاهة, فتجدهم من يتصدر أي انتخابات ،ويبدو أن الغرب اكتشف هذا التوجُّه متأخراً؛ فبدأ يراجع حساباته حيال بضاعته التي صدرها لنا وروّج لها كثيراً وقدمها كإله مُنقذ حتى صارت لغة السياسة، ومنهج التدريس ،ووجبة يتم تناولها في كل وقت ، إنها الديمقراطية، وبعد أن نجح الإسلاميون في تركيا ثم في فلسطين ثم في مصر بدأ الغرب يتنصّل من قِيَمه ومبادئه ولكن بطريقة أكثر نعومة واستخدم مخالبه في الشرق الأوسط لتنقض على صنمه، وهو يبتسم حتى ﻻ يشعر العالم بما تفعله سياسة المصالح التي تقود العالم وتجوس على المبادئ.
إن هذه السياسة الغبية لإسقاط لسان هارون ستجعل عصا موسى هو البديل وهو الذي أخرج أمريكا من الأفغان ومن العراق مذموماً مدحورا ،إن الأمة الخاسرة لا تخسر، وقد كان لي حوار مع مسؤول أمريكي وقلت له إن تشجيعكم للانقلاب في مصر سيقوّي عصا موسى الذي رُفع في أفغانستان وحاربتموه اثني عشرة سنة ثم بدأتم تبذلون الملايين من الدوﻻرات لتتحاورا معهم ،إنكم بسياستكم الحمقاء تُجبرون الامة أن تحمل العصا ،مع أنه ظل يؤكد ان أمريكا ليست مع الانقلاب واستشهد بأن النظام الجديد رفض بقاء السفيرة الأمريكية في القاهرة بسبب إدانتها،
فقلت له اليوم: لا تستطيعون أن تضحكوا على أكثر من مليار مسلم في ظل الإعلام المفتوح ولا يمكن أن يقوم جيش أنتم تدعمونه بمليار وثلاثمائة مليون دوﻻر سنوياً بالانقلاب دون إذنكم، المهم إنا هنا اقول إن الغباء الغربي وذيله العربي يسيران الى المجهول ،إن محاولة إجهاض أصحاب لسان هارون سيكون البديل بكل تأكيد عصا موسى وعصا موسى ستكون بديلاً لن يجدوا من دونه موئلا، لأنك عندما تقرر استئصالي فلن استسلم لك والأمة لن تستسلم ولا يظن أحد أن الانقلاب في مصر نجح بل هو الى الهزيمة أقرب وهذه ليست أماني بل حقائق عندما كان لسان هارون يصدع بالحق اختفى عصا موسى ولكن عندما حدث الانقلاب بدأ ظهور هذا العصا وسيكبر وحينها لن يامن احد على مصالحه، ماذا لو خرجت مجموعة اليوم في مصر وانذرت السواح بالخروج من مصر والمستثمرين تخيلوا اين سيذهب الاقتصاد المصري والذي بسبب تفجير واحد في القاهرة خسرت البورصة عشرة مليار جنيه.
نقول أيها العالم لا تجبروا من يتوقون للحرية على أن يؤمنوا أنكم لا ينفع معكم إلا لغة العصا وهي اللغة التي تفهمونها بغبائكم وحماقتكم، وكبركم ،إن كل ما يريده المسلمون العيش بحرية يعبدون ربهم كما يشاء ربهم ، ولكم عليهم ان يبروكم ويعدلوا في حقكم مالم تحاربوهم أو تعتدوا عليهم ،هل هذا كثير علينا؟! فاليوم أنتم تختارون ما بين بقاء لسان هارون أو أن تُستبدل بعصا موسى.
محمد بن ناصر الحزمي
اذا أُسكِت لسان هارون، ظهرَ(عصا)موسى 1376