إلى حد كبير تتشابه الأوضاع والأحداث ما بين محافظة إب ممثلة بالسلطة المحلية و محافظة صعدة ممثلة بالسلطة الحوثية فكلاهما خرج عن منظومة الدولة واتجه نحو تكوين كيان مصغر وقرار مستقل يتناسب مع أفكاره وطموحه وتوجهه.
لم يعد يخفى شيء فالأحداث في أرض الواقع تشبه كلا الحالتين ببعض ولعل "إب" هي من تسير على خطى صعدة وذلك ظاهراً ومتمثلاً في عدة أشياء مع أن هنالك ميزات وسمات خاصة لكل منهما إلا أن الأهداف متشابهة إلى حد بعيد ففي صعدة أسقطت الدولة واستبدلت وأسقطت معها المصلحة العلياء وحل محل ذلك السيد بأيدولوجيته وبسلطته المحلية ممثلة بالمحافظ والمجلس المحلي و مدراء العموم والذين يقتصر دورهم فقط على الدور "الصوري" من أجل استلام موازنة المحافظة المخصصة من الموازنة العامة للدولة أما في أرض الواقع فكل شيء مختلف.
على سبيل المثال القوانين والقرارات التي تصدر في صنعاء بخصوص صعدة لا يمكن أن تطبق أو أن تجد من يسمعها أيضاً انتهاج منهج الانفراد وفرض طرق إجبارية تؤدي بالمحافظة إلى المجهول والسير باتجاه معاكس لطموح ورغبات أبناء صعدة وهذا ما أخرج المحافظة من المنظومة وجعلها تدار من كواليس وغرف مغلقة مرتبطة بأجندة خارجية عدائية تخدم مصالح عدائية للوطن وللمواطن أيضاً ما يحدث في محافظة إب وأوجه التشابه يتمثل في عدة أشياء فتمرد قيادة المحافظة وسلطاتها المحلية ووكلائها وأغلب مدراء عمومها تمردهم على القرارات العلياء الصادرة من صنعاء.
أيضاً سيرها في عكس التيار الشعبي وتخلفها عن دورها الخدمي وتماديها في سياساتها المعروفة استنزاف المال العام وتسخير كل المصالح لحساب فئوي أيضاً انتماء القيادة ومنتسبيها إلى فصيل سياسي محدد وتصنيفها للشباب المستقل بأنه فصيل متحزب محاولة بذلك إظهار كل ما يدور ويكشف على أنه مماحكات حزبية غير معترفة بالواقع الجديد الذي نعيشه وما ترتب عليه من تغيير نحو الأفضل هنا ضهر للملأ قبح ما حدث ويحدث فكما تعمل القيادات الصورية في صعدة لحساب الحوثي ومن خلفه إيران وفي سبيل معاقبة الشعب على ما اقترفه أجداده في سبتمبر فإن سلطات إب تعمل لحساب منظومة ثأر تحاول الانتقام من هذا الوطن والشعب الذي ثار عليها يوماً وأسقطها وكل أركانها في ثورة شباب لم تكتمل بعد فرصة الأقدار قرارها واستنجدت بأحزاب الردة فحل بنا ما حل من تمزق وشتات.
وليد الشرماني
السلطة المحلية في إب..وتجربة صعدة.! 1260