ما يدور في عمران هل هو اعتصام مدني سلمي لمطالب شعبية؟ أم هو احتلال حوثي بالقوة العسكرية؟ لفرض أمر واقع على الأمة؟!.. كل الدلائل تشير إلى الثاني، فمليشيات الحوثي ومساعدوه السريون المدججة بالسلاح تنتشر في المدينة وتفرض سيطرتها على المنازل بقوة السلاح، وتحتل بيوت الله، وتطرد القاصدين إليها من الركع السجود، وتمنع دروس العلم والفكر تحت شعار الموت لأميركا, إلى صرخة كبيرة تخرج من أفواههم فوق أنقاض بيوت اليمنيين المدمرة ومساجدهم ومدارسهم المفجرة، وتعتقل المعلمين والأطفال ليعود لنا عصر الرهائن الذي حكمت به الإمامة اليمن بفرض تسليم القبائل وشيوخها لأبنائهم كراهن لدى الإمام كعلامة على الخضوع والطاعة.
وغدا ستأتي إلى العزل والقبائل عساكر الإمام الحوثي تطالب الرعية بـ (الدجي المكعل) كما كان عساكر أسلافهم, يرهبون المواطن اليمني الأعزل إذا وصلوا لبيته فيطلبونه بالنفقة ويشترطون أن يكون أقل نفقة العسكري (دجي مكعل) واليوم يحاول هذا الباغي إعادة ماض متخلف, تحرر منه الشعب فكراً وسلوكاً وسياسة، وهو بسلوكه فرض وجوده بالقوة يقضي على نفسه قبل القضاء على الشعب، لأن الشعب تحرر في ثورة 26 من الإمام وفي ثورة فبراير تحرر من حكم عساكر الإمام ليقيم يمنا خالياً من الظلم والاستبداد وفق دولة حرة مدنية تضمن الحقوق وفق شرع الله وعدله.
ومن هنا لا يستبعد أن يكون التحالف اليوم والذي وصل عمران، هو بين ثلاثي عبث بالأمة وآخر صعود الشعب اليمني إلى مصاف أمثاله من دول الحرية والنماء، فلا يبعد أن يكون التحالف مع مخلفات الإمامة ومخلفات دولة عساكره التي أطاحت بهم ثورة فبراير وبين عصابات مرتزقة بائعي الضمير من مشايخ مرتزقة القبائل ومن يخون أمته داخل دولة الوفاق الوطني التي قامت على مبادرة الخليج، ليسقطوا ثورة فبراير ويقيموا دولة مخضرية (مختلطة) من بقايا الإمامة المتطلعة للعودة، وبقايا حكم عساكر الإمام الذين استولوا على الحكم بعد ثورة 26 سيتنمر، وحكمونا بالنيابة عن أسيادهم..
إننا نحذر من المكر والكيد الذي تمارسه عصابة الحوثي ومن معها وندعو كل الشعب اليمني والمخلصين من قادة الشعب اليمني بكل فئاته، أن يصطفوا صفا واحدا كالبنيان المرصوص لمنع هذا الزحف المدمر لبناء اليمن، والساعي لاستعباد شعبنا والتفرد بقراراته السياسية والاقتصادية والأمنية، وتضييع كرامته خارجياً وإهانتها داخليا، ونهيب بقادة الإخلاص في الحكومة والجيش والأمن وكل مشايخ وعقلاء اليمن الصادقين، أن يقفوا جميعا في وجه هذا الدخيل على اليمن والذي يفسد في الأرض ولا يتورع عن كل جريمة حتى يكون الشعب هو المنتصر، وإذا لم يتنبه أولو القوة والعقول في شعبنا فإن التاريخ سيسجل المتقاعسين عن نصر الدين والوطن من حرب تقام بالوكالة ومدفوعة الثمن في سجل المقصرين الخائنين لأمتهم واللاهين العابثين في السياسة، والتي لا يملكون كياسة، ما قيمة أن ينشغل إعلامنا بمخرجات مؤتمر الحوار والتثقيف بها تحت ظل حرب ضروس يتعرض لها الشعب للقضاء على ثورات فبراير وسبتمبر وأكتوبر؟! فهل بلغنا اللهم فاشهد.
د. عبد الله بجاش الحميري
ما الذي يجري في عمران؟ 1238