;
علي ناجي الرعوي
علي ناجي الرعوي

اليمن مازال يبحث عن الاستقرار!! 1812

2014-04-04 12:02:32


الأحداث العنيفة التي شهدها اليمن خلال الاسبوعين الماضيين والتي كان أكثرها دموية تلك الهجمات المسلحة التي استهدفت العشرات من ضباط وجنود الأمن والجيش وإن لم تكن غريبة أو غير مستبعدة بالنظر إلى الأوضاع الراهنة التي يمر بها البلد في ظل تحالف الأضداد في معركة تقليم أظافر الدولة إلا أن ما يبدو في حكم المستغرب أن تتصاعد أعمال العنف كماً ونوعاً وتتزايد ضحاياه على ذلك النحو الذي بات معه يخشى من انهيار مقومات الدولة وتأكل وحدة النسيج الاجتماعي عقب مؤتمر الحوار الوطني الذي جرى فيه التواصل والتفاهم بين القوى والأحزاب والجماعات والنخب الجديدة والقديمة حول مسارات المستقبل ليبدو المشهد بعد كل تلك التفاهمات محكوماً بإرادة بعض الجماعات المسلحة كالحوثيين والحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة وحلف قبائل حضرموت فضلاً عن أطراف أخرى انخرطت في لعبة عض الأصابع عن طريق جر الدولة إلى معارك جانبية هي أشبه بصراع المافيات, بما سمح لتلك الأطراف والجماعات الهروب من استحقاقات الحوار التي تتصدرها عملية بناء الدولة الجديدة وتحقيق مصالحة وطنية شاملة تخرج اليمن من نفق الأزمات والاضطرابات إلى فضاء الاستقرار والسلام والأمن والدولة المدنية الحديثة.

لقد أصبح جلياً أن الأطراف والجماعات المسلحة التي تتمرد اليوم على السلطة المركزية قد نجحت بمهارة وحرفية عالية في إفراغ مفهوم الدولة من محتواه الحقيقي في حين فشلت سلطات الدولة في التعاطي مع الأزمات والمشاكل التي تعصف في البلاد برؤية واعية تقرب الجميع من دائرة الحل, حيث اثبتت الأحداث أن الحكومة عمدت إلى ترحيل القضايا بدلاً عن حلها مما خلق لدى المواطن شعوراً عاماً بأن سلطات الدولة الثلاث قد خذلته عندما رضخت لابتزاز الجماعات المسلحة وعندما اخفقت في النهوض بالواقع الحياتي اليومي مع أنها لو امتلكت جزءاً ولو يسيراً من الإرادة والعزيمة لاستطاعت تغيير هذا الوضع البائس وتمكنت من إسقاط رهانات جماعات العنف والتطرف التي تعبث بأمن واستقرار البلاد وتفتك بالأبرياء قتلاً وخطفاً وتمزيقاً وحرقاً وتشويهاً مع كل عجلة مفخخة أو عبوة ناسفة كامنة أو لاصقة أو هجوم مسلح أو عملية انتقام عشوائي تستهدف بعض رجال الأمن والجيش أو خصوماً سياسيين أو مواطنين عاديين دفعت بهم الصدف إلى ذلك المدار الجهنمي الشيطاني الذي يتربص بهم في كل ساحة من ساحات هذا الوطن العاجز عن حمايتهم وطمأنتهم.

لقد كان بإمكان السلطة الجديدة في اليمن أن تحقق قدراً أكبر من الاستقرار لو أنها سارعت إلى تنفيذ النقاط العشرين الخاصة بحل القضية الجنوبية حيث إن تأجيل مثل تلك النقاط قد أسهم إلى حد لا يمكن إغفاله في الرفع من مستوى سقف المطالب الانفصالية، بل إن المماطلة في تنفيذ تلك النقاط قد منحت بعض القوى المناوئة للوحدة فرصة مجانية لإثارة النوازع الجهوية والهويات الفرعية وخاصة في بعض المحافظات التي تشكلت لديها نخب استمدت مشروعيتها خلال العقدين الماضيين من (الأنا) المناطقية والشعارات الانفصالية التي تقفز فوق الهوية المشتركة لليمنيين كما أن الحوثيين ما كان لهم أن ينجحوا في كل مغامراتهم لولا تساهل النخب الحاكمة والأطراف السياسية مع هذه الجماعة التي صارت تتحرك وفق أجندات إقليمية تقحم اليمن في صراعات شائكة ومعقدة لا قدرة لوضعه الهش على تحمل تبعاتها.

وبناء على استقراء شامل للوضع العام فإن السلطة في اليمن بحاجة لاعتماد خطاب قائم على المصالحة والوئام لتحقيق الاستقرار الذي لايزال حتى اليوم بعيد المنال.

الرياض السعودية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد