إب للثورة عنوان ومذاق آخر، كل يوم تتألق وتتعملق بحضارية شبابها وكبارها وصغارها، نساء ورجالاً، فكل الأحرار تحترق قلوبهم على الوضع المزرى الذي آلت إليه محافظتهم الأبية ،و رغم مرارة ما جرى ويجري منذ عقود، ازداد غول الفساد والمفسدين مؤخراً، وصارت إب بقرة حلوب للفاسدين قديماً وحديثاً، وهذا ما جعل شباب الثورة بإب يستعيدون روح الثورة ويأخذون المبادرة من جديد لإعادة الاعتبار لإب أولاً ولتضحيات أبناء المحافظة في كل الميادين منذ ثورة سبتمبر وأكتوبر والوحدة وأخيراً في الثورة الشبابية، ولازالت تضحياتهم في كل ربوع الوطن، لأجل تلك الدماء، ولأجل إيقاف العبث والفساد المستشري، ولأجل المواطن أولاً والذي أكتوى بنيران الفساد في شتى المكاتب الحكومية، كانت العودة للثورة مجدداً، والعودة كانت بكل فئات المجتمع ومكوناتهم السياسية المختلفة، وليس بفصيل واحد كما يروج إعلام الثورة المضادة.

 إب اليوم تخرج كالعنقاء بعد محاولات مستميتة لمعاقبتها ولتطفيش الناس من التغيير والثورة بإجراءات مدروسة وبعناية فائقة تجعل كل سهام الغضب توجه للثورة وليس للقائمين على السلطة والذين ينبغي أن يتحملوا أمانة المسؤولية التاريخية، لم نخرج ضد شخوص بحد ذاتهم، وإنما ضد ممارسة الفساد العبثية والقرارات التي تعيد إنتاج الماضي ولا تراعي التغيير وروح المبادرة الخليجية التي جعلت التوافق الوطني شعار المرحلة، لسنا كما يقولون باحثون عن محاصصة، نحن نبحث عن وطن برمته يكاد يذهب إلى المجهول.

 إن لم ينجح التغيير فأعداء الوطن يتربصون بالوطن من كل جانب، الوظيفة العامة ملك للجميع، وينبغي أن تكون على معايير النزاهة والكفاءة ، ولم يكن الخروج ضد حزب المؤتمر وإنما ضد عصابة ومافيا تدير المحافظة بطريقة عبثية أشبعت المحافظة فساد وإفساد، في المؤتمر شرفاء كثر نتمنى أن تفسح لهم الطرق وليحكموا بدلاً عن عصابات الفساد التي اختطفت المؤتمر الشعبي.

المحافظ القاضي الحجري شخص لا يختلف اثنان على أدائه الإيجابي أثناء الثورة الشبابية فقد كتبت تلك الأيام بأحرف من نور في سجلات التاريخ وجنب المحافظة سفك الدماء ولا ينكر ثوار إب ذلك أو بلاطجة المحافظة أيضا، القاضي الحجري يحترم تاريخ أبيه كثيراً وكلنا يدرك وطنية القاضي عبدالله الحجري وأدواره الوطنية في ثورة سبتمبر المجيدة، لكنه وهو القاضي الذي له باع في الحنكة السياسية قدم استقالته منذ أشهر ولم يعد يريد البقاء كمحافظ حباً في أبناء المحافظة كما قال في مؤتمره الصحفي في يوليو من العام الفائت، اليوم عصابة الفساد تحيط به وتريد أن تجعله فقط في المقدمة ومحللاً لفسادهم وثوار إب يريدون منه موقف وطني آخر بالاستجابة لمطالبهم.

 ختاماً.. نتمنى أن تصل رسالتنا لأبناء المحافظة بكل أطيافهم السياسية بأننا ننشد التغيير الإيجابي وإيقاف العبث الجاري بمشاريع إب وأوقافها والمال العام الذي يتم هدره في شتى المرافق الخدمية، ونتمنى أن يسمع رئيس الجمهورية لمطالبنا بصورة عاجلة فالتردد والتأخير يجعل المحافظة على مفترق طرق مع عصابات الفساد والفاشلين والعابثين بمقدراتها وممتلكاتها.