;
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

الحرب بالوكالة 1101

2014-04-03 12:07:47


الحوثية في اليمن هي فرقة عقائدية نهجها نهج الفرقة المنشقة عن الزيدية وتسمت بفرقة الجارودية، والتي انتهجت نهج أبي الجارود الأعمى الذي لعنه زيد وطرده من مجلسه لأنه كذب عليه ووضع عنه عِلماً لم يقله، ولم ترض بمذهب الإمام زيد رحمه الله، وقد ظهرت في المشرق ثم جاءت اليمن فحاصرتها فرقة الزيدية في صعدة، ولم يكن لها اتباع في اليمن إلا بعض المتطرفين في صعدة.

 وليس الهدف دراسة هذه الفرقة فكرياً وانحرافاً وغلواً وإرهاباً ولكن نريد أن نتحدث عن الحرب الظالمة العمياء التي تشنها على الشعب اليمني وعلى قبائله وعلى قواته المسلحة وأمنه، حتى يعرف الشعب اليمني أن هذه الفرقة تقود حرباً بالوكالة عن أعداء اليمن في الداخل والخارج، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وخرق الإجماع الوطني والتنكر لما وقعته من تعهدات في مؤتمر الحوار الوطني وغيرها من الاتفاق مع الدولة أو مع القبائل، أو مع الأحزاب السياسية، وهي تريد أن تفرض واقعاً في اليمن يحقق طموح ومصالح دول خارجية، وجماعات داخلية لها مصالح أوقفتها ثورة الشعب اليمني، فشعروا بأنها قاب قوسين أو أدنى من نهاية الاحتكار، لمقدرات الشعب والعمل على حرمانه وتمزيقه وتجهيله.

 ومن ثم فنحن لا نخوض حرباً حوثية في الحقيقة، لكن نخوض حرباً يقودها الحوثيون بالوكالة لتحقيق مصالح أعداء الأمة داخلياً وخارجياً، ومما نستدل به على كذب الحوثية أنهم في حروبهم مع الحاكم السابق كانوا يزعمون بأنهم يطالبون بحقوقهم وحقوق الشعب، وكنا قد نصحنا المخلوع قبل أن تتكون هذه الفرقة وتصعد لمواجهته بأنه هو ومن يحكمون اليمن لا يملكون في فقه هذه الفرقة العنصرية السياسي من شروط الحكم إلا شرطاً واحداً وهي الذكورية فقط، وباقي شروط الإمامة غير متوفر لديه عندهم، فهو مغتصب للإمامة على فقها السياسي ليوقفها في بداية الطريق، لكن الرجل كان مستبداً يهمه انتشار القلاقل وعدم الاستقرار في اليمن ليبقى هو متربعاً على الحكم يرقص على رؤوس الثعابين في ظل وضع مدمر اقتصادياً ومخلخل أمنياً وفاسد قضائياً ومنهار سياسياً وأخلاقياً.

 وكبر الحوثيون فحاربوا النظام تحت الدعاوى التي كان كل من له أدنى معرفة سياسية وعلمية أنها حرب بالوكالة الطائفية، ولكن الشعب تعاطف معهم لجرم حاكمه في حق الشعب، وانتهى النظام بسقوطه بثورة الشعب السلمية، وتدخل الأشقاء في مبادرتهم، ولكن الحوثية بدأت تكشر عن أنيابها وتقيم البراهين الساطعة على كذبها أنها تحارب الظلم بسيطرتها على صعدة، والتنكيل بسكانها وفرض الإتاوات الظالمة على المواطن المسكين، والتقتيل والتدمير لكل من خالفهم أو رفض مطا لهم وتوجهت غرباً نحو حجة وقتلت أصحاب العشش في عششهم وكشر أناساً لا يجدون ما يستر عوراتهم بحجة الدفاع عن النفس كما يفعل أسيادهم اليهود في فلسطين، وتوجهت شرقاً نحو الجوف وعمران فقتلت ودمرت، وفي أرحب وحاشد ارتكبت مجاز كلها يصح أن تدخلها في الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.

 وتوجهت إلى همدان وقبل ذلك كله دماج العلم الشرعي وقد تبين لكل ذي عينين وعقل سليم أن الموت لأمريكا والموت لإسرائيل يعني قتل اليمنيين وهدم المنازل وتدمير المدارس وتفجير المساجد ودور القرآن الكريم، التي تردد نهيقهم فوق ركامها الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود، فهل هذا حرب إنقاذ أم حرب بالوكالة لصالح أعداء اليمن في الداخل والخارج؟.

 إننا ندعو الجيش وكل الشعب لمواجهة هذه الطائفية الغاشمة، التي تريد أن تعيد اليمن للمربع الأول بما تعتنقه من فكر تكفيري وإرهاب عسكري واحتكار سياسي، ويجب أن تسلم سلاحها بالقوة والقسر ولو كلف ما كلف من الثمن، وتتوجه للساحة اليمنية لتكون حزباً سياسياً كغيرها من الناس، ويقدم مجرمو الحرم للعدالة منهم ومن غيرهم حتى لا يطمع في اليمن طامع بعد اليوم فيأتي بمليشيات مسلحة ومرتزقة قتلة منه تقوم بإقلال الوضع في اليمن وتوقف حركة التاريخ لتعيده إلى الخلف.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد