أتعلمون.. في اليمن فقط الجيش لا يقوم بواجبه في الدفاع عن الوطن والمواطن, فانقلب الوضع فالمواطن من يقف في موقع الجندي ويقف الجيش في موقع الدفاع بدلاً من الهجوم.
مسرح عمليات عمران والتحرش الحوثي بقوات الجيش والتمادي والغطرسة في استعمال القوة, كل ذلك لأنهم يعلمون بأن السلطات الفوقية والأمنية العليا ومؤسسة الرئاسة قد تحولت إلى قبيلة تعالج الملفات والقضايا الوطنية بالعرف الاجتماعي وهو الدور الذي تقوم به القبيلة في اليمن, ولكن هذه الوظيفة أصبحت الوظيفة الاحتياطية للرئيس والرئاسة في عمليات مفادها المغالطة والتزييف على الشارع الشعبي اليمني بأن الرئيس مشغول هنا وهناك في الملفات الأمنية وأنه لا يريد إدخال الجيش في حروب قوى محسوبة بأنها تقليدية في هذا الصراع وذلك تهرباً من أدوار الجيش التي تتمثل في أنه الصخرة التي تتحطم بصلابتها كل المليشيات.
أعمال الرئاسة هذه قد يكون لها مبررات خفيه لمصلحة الوطن والمواطن ولكن الشارع لا يعلم أمور الساسة والسياسة والكواليس وصراع القوى, ولكن الصراحة مع الشعب يا سيادة الرئيس ولو بعض منها يترك الأثر الحسن ويعيد الثقة بالرئيس بعد أن بدأت تخفت قليلاً.
عملية التحكيم والتهجير لقتلى الحوثيين الذين سقطوا في عمليات تبادل لإطلاق النار مع الجيش في عمران الذين جاءوا معتدين من صعده أثارت الانتقاد وعززت المخاوف من عدم قدرة الجيش على مجارات المليشيات المسلحة التي أصبح سلاحها سبيلاً للخوف والذعر كما يراه المراقبون والمعنيين بالشأن اليمني.
كل طرق المعالجة بالتحكيم من قبل الرئاسة ساعدت المليشيات الحوثية في ابتزاز الرئاسة بالتوقيع على التحكيم والتقليل من حجم الأدوات المحكم بها وأضف إلى ذلك أباحت للمليشيات المرونة والقدرة على المقايضة وجعل قبيلة هادي هي التي تقوم بالمفاوضة وتقبيل الأيدي والأرجل لقبول التحكيمات وفتح المجال لنهب الخزينة العامة وكذلك الضغط بتغيير قيادات عسكرية ومسؤولين يعارضونهم فكراً ويريدون غيرهم من حياكتهم وخياطتهم.
تلك الرسالة نأمل أن تلقى آذان صاغية من قبل المعنيين كل ما نتمنى ويتمناه الشعب إعادة هيبة الدولة وفرض سيطرتها شرقاً وغرباً, شمالاً وجنوباً وتكون عصا العدل في وجه الظلم للجميع.
زكريا الحسني
المليشيات تقايض وقبيلة هادي تفاوض! 1113