يبدو من خلال الواقع أن الجهات المعنية لا تزال قراراتها تنتظر التوقيت وربما ينقصها العزيمة والتكليف وربما تحتاج إلى الفرمتة والتحديث.. بالرغم من وضوح العناوين.. ومعرفة المقاصد.. وإدراك المعالم الوضعية ومضامينها الجوهرية.. لكل ما يطلبه ويحتاجه الوطن.. وكل ما يحذره وينبذه اليمن.. فقط يتبقى العزيمة والإخلاص وإعادة النظر في كيفية الوصول إلى الهدف المنتظر المنشود.. فهذه مطالب وتطلعات غالبية الشعب وأهداف وأصول عناوين الوثائق والمخرجات الوطنية التي توافق عليها الشعب وأكدها وأيدها وأعلن عن دعمها المجتمع الإقليمي والدولي بأكمله.. فاليوم وعلى المسرح اليمني والعالمي العام أصبحت الأمور مكشوفة ومعلومة ومعيبة فقط وعلى السريع.. يتطلب من الدولة ممثلة بشخص الرئيس هادي أن تطبق وتنفذ وتعاقب أيا كان اسمه وصفته وقوته وجماعته وباسم الشعب وباسم الوطن واليمن.. وعليها أن تقوم بواجباتها الوطنية والإنسانية والتاريخية وأن تترفع عن تلك التدخلات والمصالحات والمساومات والتحكيمات والتدليلات والتعويضات التي أصبحت في نظر المخالفين والمخربين والمعتدين والمتمردين من واجبات الدولة أن تراضيهم وأن تحاورهم وأن تساومهم.. لأن الواقع والوضع والحق والوطن يتطلب ذلك.. فمن خلال قراءات الواقع ومتابعة المشهد السياسي العام يلاحظ أن كل القوى السياسية التي في واجهة المشهد لا تمتلك أي مشروع حقيقي تستطيع من خلاله النهوض بالوطن وفق إمكانيتها ومساحتها السياسية المعروفة حتى تثبت للشارع عن ما تحويه وما تمتلكه من مميزات ومن برامج تهدف إلى خدمة الشعب والوطن على أرض الواقع حسب إمكانيتها المحدودة.. فإذا استوعبت تلك القوى مسؤولياتها ودورها وتنافست على خدمة الشارع وأوجدت من تواجدها أفعال وأعمال ومميزات كل في وزارته وسلطته وإدارته.. ربما ستكون النتائج أفضل وكسب الشارع أقرب.. لكن يبدو أن القوى السياسية رضت بالدون واقتنعت أن تتعايش وتتكلم وتطمح بثقافة الزحف والمكوث في مكانها تنظر إلى نفسها وتراقب وتحرض وتعادي وتقلد وتنافس من بجانبها فقط.. فكان باستطاعة الجميع أن ينطلقوا من ميدان التنافس الناجح من خلال أفعالهم وأعمالهم على أرض الواقع وليست بالتصريحات والكتابات في الصحف والصفحات والقنوات.. فأعضاء المجالس البلدية في تركيا كنسوا الشوارع وحملوا الناس على أكتافهم وزعماء الأحزاب في اليابان ينظفون الأحذية لأعضاء أحزابهم.. فبالله عليكم يا أحزابنا ويا حكامنا ويا قاداتنا ويا مسؤولينا ؟ ماذا فعلتم لشعبكم؟ وما هي نواياكم تجاه أبنائكم ومشروعاتكم؟ من هذا المنطلق يتبقى الأمل الوحيد ربما يكون عند قيادة الدولة فقط.. ينبغي عليها أن تكتفي وتقلع عن صمتها وتكشف عن وجهها اليماني الحقيقي الأصيل الذي يأمل وينتظر منه الجميع أنه سيقف في وجه كل من تسول له نفسه التمادي والانتقاص والتمرد على الحق وعلى المشروع اليمني العام.. الذي استبشر به اليمنيون.. سمعوا بصوته ولم يشاهدوا صورته حتى هذه اللحظة.. فالدولة هي من لها القرار وهي من بيدها حسم الموقف.. فكان من الأحرى أن تقوم الدولة وخاصة في ظل الظروف الراهنة.. أن تقوم بمعاقبة قاطع الطريق.. وردع المعتدي والمخرب والمتمرد.. بدلاً من تلك السيناريوهات التي أصبحت تتوالى يوما بعد يوم وباسم الدولة أن يتم تحكيم من يخالف ويتمرد.. وأن تساوم من يخرب ويتقطع.. وأن تفاوض القاتل وتكافي المشاغب وتتحفظ على المتخاذل والمتقاعس.. فالوسائل كثيرة ومتعددة.. والملفات وافرة وناضجة.. والطموحات عالية والتأملات ناظرة ومنتظرة.. فلم يتبقَ أمام الجهات المعنية إلا أن تنتفض.. وأن تدرك أن غضب الحليم يجب أن يخافه ويحذره أولئك المرجفون والمتمردون.. عندما يطبق على أمر الواقع.. والله المستعان
د.فيصل الإدريسي
عندما نزحف ونحن قادرون على الطيران..!! 1081