ربما أدرك الكثيرين أن تأتي اللحظة والفرصة المناسبة التي ستجعل من الفريق السيسي مرشحاً لرئاسة جمهورية مصر العربية وخاصة بعد أن أعلن الانقلاب المفاجئ والغير متوقع والغير معلل على أول رئيس مصري مدني منتخب بطريقة ديمقراطية وصل إلى الكرسي بأصوات الأغلبية وليس بأصوات الرصاصات القمعية.. وليس بالاعتقالات والجرائم الوحشية.. عند ذلك توالت تصريحات السيسي بالإنكار وبعدم عزمه على ترشيح نفسه وأنه لا يحمل أية نوايا سيئة ضد الإخوان ولا غيرهم.. وإنما كانت تعليلاته عن ما يقوم به ما هو إلا حفاظاً على الأمن القومي المصري واستعادة الدولة إلى الشعب.. فسرعان ما تم الكشف عن وجهه الحقيقي وعن تلك المسرحية الهزلية المفضوحة التي كانت معدة سلفاً منذ أن تم تعينه وزيراً للدفاع بقرار من الرئيس محمد مرسي.. بعدها لاقى الرئيس مرسي ضغوطات داخلية من بعض القوى وضغوطات خارجية قامت بها بعض الدول الشقيقة عند أول زيارته الخارجية إلى السعودية عند ذلك أسند إلى الرئيس مرسي مقترحاً على أن يكون الفريق السيسي رقماً مميزاً ينبغي أن توكل إليه مثل هذه المهمات التي ستحفظ للمنطقة أمنها واستقرارها وخاصة في ظل الظروف الراهنة في الشرق الأوسط..
فكان من حسن نوايا الرئيس مرسي أن يثبت للشارع المصري وللعالم أن مصر للجميع وليس مثل ما كان يروج له البعض عن أخونة الدولة وغيرها من الأكاذيب.. عند ذلك لم يكن يعلم الرئيس محمد مرسي أن هذا الرقم العسكري صاحب الدفع المسبق والشحن الفوري والرصيد المجاني سيكون السبب في إزاحته واستباحة دماء المصريين وقتلهم والتنكيل بهم.. حينها عارضت جماعة الإخوان ذلك القرار بشدة.. لكن الرئيس مرسي تطلع إلى البعد الإقليمي والسياسة الخارجية والتقرب كثيراً من السعودية.. عند ذلك لم يكن يتوقع الرئيس مرسي تلك الانقلابات التي قد عفى عليها الزمن وخاصة أنه رئيساً شرعياً مدنياً قد شهد له العالم كلة.. وفي نفس الوقت لم يكن أحداً ربما يدرك مدى أسرار وخفايا ومناصب ومشاريع التي كان يلعبها السيسي في مختلف المناصب والقيادات والأدوار التي مرت علية ومر عليها..
ومن ضمن تلك الأدوار أنه كان ولفترة طويلة ملحقاً عسكرياً في الرياض.. فمن خلال ذلك كانت مسرحية انقلاب السيسي والتي كانت من إعداد وإخراج وتمويل دول شقيقة وصديقة وتحت غطاء وتحفظ ممنهج من تلك الدول المناهضة والمعادية للقومية العربية والإسلامية.. فعندما توافقوا أولئك على الانقلاب لم يكن حينئذ فشل الرئيس مرسي أو فشل جماعة الإخوان في حكم مصر وإنما كان الانقلاب بسبب نجاح الرئيس مرسي ونجاح مشروعه العام المعلوم والمرتب والمنظم والناجح بامتياز.. عند ذلك أدركت تلك الدول والتي كشفت عن وجهها وعن حقدها على نجاح مصر ونجاح الإخوان الذين استعجلوا وكشفوا عن مشروعهم السياسي والديمقراطي المدني الذي سيطوي الحكم الديكتاتوري والعسكري وإلى الأبد.. وعن تأسيس المشروع القومي العربي الإسلامي الذي سيهدد أمن إسرائيل في المستقبل القريب.. والإيضاح عن مشروع اقتصادي وتنموي واستثماري الفريد من نوعه سيكون في الشرق الأوسط وخاصة في السويس وسيناء وغيرها.. وهذا ما أبغض وجن جنون تلك الدول التي ظلت محتكرة للمشاريع الدولية الحرة في أغلب المواقع والموانئ الهامة في المنطقة..
فمشروع الإخوان الذي ربما كان مميزاً وناجحاً وخاصة بعد أن نجحت فيه بعض الدول الإخوانية مثل تركيا.. فعمدت تلك الدول إلى العمل -وبكل قوة- على أن تزيح نظام الإخوان المغاير الذي ربما كان سيطيح بتلك الكراسي وتلك المومميات والمجسمات وتلك الحاخامات الصهيونية.. وهذا ما جعلهم يتوافقوا ويتآمروا ويتسابقوا على ضخ المليارات التي يمكنها من الإطاحة بنظام مدني ديمقراطي قومي إسلامي وعلى أن يكون المنفذ هو الفريق السيسي وهو الرقم المميز وهو المسؤول الأول بالوكالة عن مخططات وأهداف تلك الدول الحاقدة والمعادية.. وعلى أن يكون السيسي هو الجندي المطيع وهو الفريق المشترى وهو الرئيس الحليف المسدل والمودف الذي سيقف أمام مثل تلك المشاريع القومية والعربية والإسلامية وأمام عاصفة الربيع العربي التي ربما تكون مصر ودولة الفريق السيسي هي من ستحميهم وهي من تنجيهم وهي من ستحفظ لهم عروشهم وكراسيهم.. على حساب الدين والأرض والعرض والدماء والوطن.. وعلى أنامل الفريق والمرشح والرئيس الإنقلابي بالوكالة,, والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
عندما يصبح السيسي رئيساً بالوكالة..!! 1071