ليت الأنظمة العربية تضرب حسابها لما تدركه واضحاً كرابعة النهار من مؤامرات تحاك ضد الأمة العربية ستكون لها عواقب وخيمة في المستقبل.
إن ما يشهده العالم العربي هو معضلة حقيقية تتجلى في فبركة الثورات وتضليل الشعوب التواقة للحرية والانعتاق من الدكتاتورية والتبعية من خلال عملية إسقاط نظام واستبداله بنظام أكثر تبعية وانبطاح .. وأنه من المفروض أن تكون الشعوب حاضنة الثورة وهذا ما يعني غياب التلاحم والتلازم بين النضال الشعبي الوطني والنضال الاجتماعي في إطار معركة التحرر من النظام والتبعية في آن واحد..
إن الاستبداد السياسي، وسوء توزيع الثروات، وانتشار الفقر والبطالة، وانعدام الطبقة المتوسطة، واتساع الهوة الفاصلة بين طبقات المجتمع.. تراكمات كفيلة باندلاع ثورة عارمة.
ولعل عجز الأنظمة العربية عن صياغة استجابة واعية وملائمة للتغيير ولروح العصر الذي تعيشه، يعني أن هناك أزمة كبرى تواجه دول العالم العربي.
لقد جاءت ثورات الربيع العربي كبداية لفتح سجل الأمة المغلق منذ عقود في محاولة لاستعادة مجدها، لكن التقى الحرص الغربي على المصالح الغربية التقت في قاسم مشترك مع رغبة الأنظمة العربية الخائفة من السقوط والتي تحاول اتقاء رياح التغيير فكان التقاء المصالح عامل للتحالف من أجل إحباط أحلام الأمة العربية في تغيير وضع التشتت والتشرذم والضعف والتبعية.
إن ما يجري في أحداث العالم العربي اليوم هو محاولة تكييف الشعوب مع حالة تبعية قادمة أسوأ من سابقتها من خلال محاولة خلق أنظمة عربية رجعية وليس إيجاد أنظمة عربية وطنية وديموقراطية كبديلة لأنظمة الدكتاتورية الحاكمة.
إيمان سهيل
تحالف مشبوه وأوطان منهارة 1000