يقال بأن التجارة شطارة، والمهارة في التجارة لا تحتاج إلى الصمت بل إلى الإبداع في فن الكلام حتى يقتنع من ينوي أن يشتري سلعة يأخذها وهو مرتاح الضمير!!
الجميع منّا يلاحظ في السوق وجود هكذا أشخاص يمتلكون هذه الحِنكة والإبداع عند شراء الاحتياجات الخاصة للمنزل والتجارة ليست هي موضوعنا في هذا العدد..
نشاهد في شاشات التلفزيون وساعات المقيل سياسيين صدّعُوا رؤوسنا بكلامهم المكرر عن الوطنية والنزاهة وحب الشعب والقائد وكأنهم في سباق دائم لتحطيم الرقم القياسي الذي سجله الذين من قبلهم في فن الحزبية والسياسة فيبيعون علينا الكلام بطرق وأساليب مختلفة.
فلكل فرد له أسلوبه ومكانته في الحياة السياسية والحزبية فهناك أساليب تُدخل الناس إلى قلوبنا بفرحٍ غامر وهناك أيضاً أساليب أخرى قد تجعلنا نغلق القلوب من مجرد كلمة أو ردة فعل معينة لأن تجّار السياسة كثيرون في عصرنا الحديث الذي يندمج تحت مسمى العنصرية !!
لقد أصبح الكلام في السياسة كالظل الذي يطاردنا أينما ذهبنا وعلى مدى الثلاث السنوات الماضية عِشنا بتقلبات شديدة وحادّة جعلت السياسة هي الاهتمام الأول والأخير لدى الكثير من الناس وحديثها أصبح ذو شجون مشحوناً بالصراع والمرارة والألم.
والدور الإعلامي له أثر كبير في جر غالبية الشعب إلى الانقسامات والمهاترات الحزبية الضيقة فيبدو أن الشرخ عميقاً والجراح مؤلمة ولهذا السائد لدى الناس هو حالة من الغموض وانعدام الثقة في الجميع لكن الأمل ما يزال يراودنا بأن تسقر الأوضاع جيداً لينصرفوا تجّار السياسة إلى حياتهم البسيطة المعتادة بعيداً عن كل هذه الأراجيف ليُعيد اليمنيين بهجتهم ومحبتهم لبعضهم برغم كل الصراعات والأحداث المتراكمة.
خليف بجاش الخليدي
تجّار السياسة الخاسرة..!! 1578