وأنت تتأمل في مجريات الوضع العام للبلاد ينتابك الاستغراب والدهشة من تعامل السلطات العليا للدولة مع تلك الأحداث من حيث أولوياتها التي تستحق معالجة عاجلة، وما يمكن تأجيله وليس إهماله .
ففي اليمن وحدها وفقط يحدث أن تقتحم عصابة مسلحة قاعة المحكمة لتنتهك ما تبقى من دولة وتقوم باختطاف قاضي استئناف بحجم القاضي/ محمد السروري – رئيس الشعبة الجزائية باستئناف محافظة حجة- وتقتاده لمنطقة مجهولة منذ ما يقرب من خمسة أيام ولم نسمع أو نرى من السلطات التنفيذية موقفاً تجاه هذه الجريمة الشنعاء التي لم تقتصر آثارها السلبية على مواطنو محافظة حجة فحسب وإنما امتدت إلى أن وصل الأمر حدَ تعطيل السلطة القضائية بالجمهورية.
بينما نسمع الضجيج من ثلاثة أيام والهيلمان وقامت الدنيا ولم تقعد إزاء اعتداء على عدد من الجنود، وتسجيل كلمات الإعجاب والبطولات العظيمة لانتصارات الداخلية في إنقاذ أحد الأجانب في غضون ساعات، غير أن تعطيل القضاء واختطاف القاضي السروري لا تعني شيئاً لدى حكومة الوفاق والرئيس هادي..
والسؤال الذي يضع نفسه يا ترى ماذا تنتظر حكومة باسندوة والرئيس هادي لإنقاذ القاضي والقضاء من الانتهاكات المتكررة؟!، أم أنهم ينتظرون حتى تتفاقم الأوضاع بشتى مناطق الجمهورية خاصة عندما لا يجد المواطن من يحكم في قضاياه ومشاكله التي يتعرض لها، فلا يجد أمامه سوى قطع الطريق أو نهب الغريم، أو قتل الخصم، وغيرها من أساليب الهمجية التي سنصل إليها لامحالة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.
فهل من ذرة مسؤولية يا رئيس الجمهورية تجاه ما يُعتمل في محافظة حجة والسلطة القضائية بشكل عام؟؟ أم أنك لا تدري ولا تدري معك حكومة الوفاق الآثار المترتبة على تعطيل القضاء؟! فإن كنت تدري فتلك مصيبةً وإن كنت لا تدري فالمصيبةُ أعظمُ !!.
عبد الواسع راجح
أين هادي من تعطيل القضاء؟ 1207