لا شك أن ما يحدث في تركيا من مؤامرات هو في إطار الحرب القائمة لإسقاط الشرق الأوسط في يد إسرائيل, وهذا الكلام أكده وزير إسرائيلي عندما قال "كما أسقطنا مرسي سنسقط اردغان" وقد صرح نتن ياهو رئيس وزراء العدو قبل شهرين بان اردغان يحمل مشروع إذلال إسرائيل، وكانت إسرائيل قد بدأت بالتفاوض مع تركيا حول إعادة العلاقات بينهما وتعويض الأتراك لما لحق بأسطول الحرية واشترطت تركيا رفع الحصار عن غزة.
ولما تم الانقلاب على مرسي توقفت المفاوضات وبدأ التفرغ لاردوغان لتفجر جماعة فتح الله كولين- وهو الذي يعيش في أمريكا ويستثمر فيها منذ سنوات وهي جماعة من غلاة الصوفية- موقفاً غير متوقع عندما أعلنت أن الأتراك ليس لهم حق على إسرائيل وأن الأتراك هم من قذفوا بأنفسهم إلى التهلكة في أسطول الحرية، ونظرا لتواجد هذه الجماعة في مفاصل الدولة التركية وخاصة في القضاء والأمن بل وانتشارها الواسع في تركيا وحتى في البلاد العربية ومنها اليمن عبر ما يسمى المدارس التركية لما تمتلكه من ثراء كبير.
ونظرا لهذين الأمرين بالإضافة إلى انتشار المال فقد فجرت ما عرف بقضية الفساد في تركيا ووقتت له توقيتا محسوبا يسبق الإعداد للانتخابات المحلية وتوسعت المواجهة عندما قام اردغان بإقالة المسؤولين عن هذه المؤامرة من أجهزة الأمن والقضاء والتي كانت لها تداعيات اقتصادية كبيرة بعدها يقرر فتح الله كولين أنه تلقى اتصالاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا " (فهو يخبر اتباعه أنه يتصل به رسول الله صلى الله عليه وسلم أسبوعياً) يخبره بأن يبدأ حرب الأنترنت فتم لإنزال اتصالات اردغان السرية والتي اتضح من خلالها أن اردغان كان يتم التجسس عليه وعلى كبار رجالات الدولة منذ عشر سنوات حتى محادثاته مع أهله..
إنها لعبة قذرة لم ينتبه لها اردغان لأنه كان يقرب منه اتباع فتح الله كولين لأنه كان يعتقد أنهم صالحون واذا بهم يشتغلون شغل الشياطين مع أمريكا وإسرائيل فزرعوا له أجهزة التنصت حتى في بيته، وهكذا شنت المعارضة هجومها الإعلامي على اردغان بأنه دعم المعارضة السورية وأنه مكون منظمة قدس وأنه يدعم الجمعيات الخيرية وأنه وأنه ...
واردغان اليوم يمر بمرحلة حرجة ولكن بحمد الله الشعب التركي تفهم هذا الهجوم والذي لا يستهدف اردغان بقدر ما يستهدف تركيا لإسقاطها وإعادتها إلى حضن إسرائيل وتكون تابعة لا متبوعة، ومن ثم إسقاط التغيير الذي بدأ يحدث في المنطقة، ولهذا اردغان ظهر واثقا بربه ثم بشعبه الذي أعطاه الكثير خلال حكمه ،فهو يصر على إجراء الانتخابات المحلية بوقتها وهو يعلم أن الحملة ستستمر عليه لستة اشهر أخرى حتى إجراء الانتخابات الرئاسية والتي ينوي الترشح فيها..
إن حجم المؤامرة كبيرة ولكن الله أكبر، وحجم الإنفاق عليها كبير ولكن كما قال ربنا "فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون"
محمد بن ناصر الحزمي
عشر سنوات تجسس على أردغان 1498