كلمة تقال دائما عندما يكون هناك خطب عظيم يقف عنده الكثير حائرين، ينتظرون حلاً مفاجئا قد يكون في وجهة نظر الكثيرون مستحيلاً وذلك نتيجة لضعف أو ذلة أو غدر، أو قدر كوني، عندئذ يبرز حينها (شخص) يصنع حدثا ويسجل موقفا يجعل من ذلك الضعف قوة، ومن تلك الذلة شجاعة, ومن ذلك الغدر كمينا لمن نصبه، عندها يقال "الرجال مواقف"..
بعيدا عن تقديس الأشخاص والتطبيل الذي يجعل من الذئب أسدا، ومن الفأر فيلا، حدث في هذا الصدد موقف يعلمه الكثير هو موقف وحدث (21) مارس ويعلمه الجميع.
ومؤخرا استغل الحوثي ومن ورائه, فرصة الانفلات الأمني الناتج عن تفكك الأجهزة الأمنية التي كانت عبارة عن ولاءات شخصية، وعصابات بيد أفراد وبدعم ممن فقدوا جوهرتهم الثمينة ومن مصلحتهم أن يقول الشارع والعوام كما يقول المثل (رحم الله النباش الأول).
تقدم الحوثي عسكريا في بعض المناطق بالقوة ونصب النقاط، وفجر المنازل والمساجد، في حين لا يزال الرئيس هادي يقوم بدور شيخ كبير يترأس قبيلة أينما حل الحوثيون أرسل وساطة والسلام، لماذا؟: بزعمه أنها حكمه تحت مبرر عدم الدخول في حرب تفشل التسوية السياسية متناسيا أن ما أخذ على أيدي العصابات وقطاع الطرق والمافيا، لا يسترد إلا بالدولة وأجهزتها التي أتت التسوية للحفاظ على تماسكها وبنائها قائما وذلك مناط مهامها في كل الأحوال.
في هذا الصدد أثمن موقفا لأحد القادة الوطنيين ممن يحمل شعورا بالمسئولية والتحرك حينما يستدعي نداء الواجب وهو العميد/ حميد القشيبي، اذ يسجل موقفا يضاف إلى رصيده الوطني مع أقرانه في التصدي لهذه العصابات ومنعها من الدخول بالسلاح إلى محافظة عمران، مستندا إلى القانون، وإلا فلا داعي لوقوف جنود الدولة في تلك المناطق حتى تحصر مهمتهم في صد وتفتيش الغبار والرمال القادمة من قاع البون فقط، ونقول للقادة الوطنيين ومن على نهجهم (الرجال مواقف).
فؤاد زيد
الرجال مواقف.. 1355