;
حسين اللسواس
حسين اللسواس

مخاطر تصدع الروابط بين الجيش والرئيس..! 1244

2014-03-23 10:37:09


بعد أن طال به المكوث في تموضع "المفارعة" بين الحوثي وضحاياه حتى بدا متخلياً عن مهامه وواجباته كرئيس دولة، أخيراً حاول الرئيس عبدربه منصور هادي أن يلقي بحجر في مياه الحياد الطويل.

مع ان التوقعات كانت تؤيد فرضية إقدام الرجل على اتخاذ حزمة من القرارات والإجراءات التي من شأنها استحداث واقع جديد باتجاه تعزيز حضور الدولة في مسرحية الحروب ذات الغايات التوسعية التي يشنها الحوثي في جبهات الشمال، إلا أن تحركات هادي لم ترتق إلى تطلعات غالبية المنتقدين لموقف الدولة ذي الصبغة التخاذلية.

في اتجاهاته الى الاستعانة بقوى أخرى غير المؤسسة العسكرية (قبائل بني مطر وبني حشيش انموذجاً) بدعوى المحافظة على حياد الجيش، لا يلقي الرئيس هادي بالاً لاعتبارات عديدة من شأنها التسبب في نتائج عكسية تتعارض مع غاية تأمين العاصمة وحمايتها من تهديدات الطوفان الجاهلي الذي مازال متعثراً على أبوابها.

الاشارة إلى رغبة أطواق المقربين المحيطين بصاحب الفخامة في تعميق الاحتراب الاهلي شمالاً كغطاء لتمرير تكتيكات على صعيد التموضعات السياسية في الجنوب حتى وان جسد –بافتراض سوء النوايا- احدى تعليلات الإبقاء على قوات الجيش في ثكنات الحياد وعدم التدخل، إلا أن ذلك لا يلغي –بافتراض صدق النوايا- عدم إلقاء الرجل بالاً لنتائج تعارضيه تبدأ بتقويض معنويات الجيش لا شعورياً وتنتهي بتعزيز استقواء المليشيا الحوثية وانعكاساته السيكولوجية على مقاتلين يقرأون في خضوع الدولة عنواناً لبأس وعنفوان افتراضي لمغامراتهم العسكرية التوسعية.

النتائج التعارضية -في واقع الامر- لا تبدو مقتصرة على ذلك فحسب، إذ ان الاستمراء في نظرية البحث عن بدلاء لتأدية أعمال ومهام الجيش من شأنها التسبب في إحداث تصدعات لا مرئية في العلاقة التي تربط الجيش بقيادته العليا بموازاة تعزيز الآراء التي باتت ترى في الرئيس هادي محض سلطوي أنساه كرسي الرئاسة تأريخاً عسكرياً تليداً صنعته يداه حين كان مقاتلاً في ميادين الشرف العسكرية.

التحطيم اللا شعوري لمعنويات الجيش

حين اتجه الرئيس الى القبائل المحيطة بالعاصمة لحثها على القيام بأدوار تقع في صميم اختصاصات القوات المسلحة اليمنية بمختلف قطاعاتها وألويتها القتالية، لم يكن -وفق وقائع وقرائن شتى- ينتهج نظرية الدور المساند او التكميلي المُعاضد لجهود الجيش على طريقة المليشيا الشعبية.

لقاءاته مع مشائخ القبائل، ومنطق خطابه المنسوخ على صفحات الصحف، بموازاة نهجه في التعاطي مع الاحداث، ثلاث أثافي، جعلت الرجل يبدو كما لو انه يبحث عن كيان عسكري شعبي يحل كبديل افتراضي لجيش يتجه بخطى منتظمة نحو منزلقات الهزيمة النفسية على غرار تلك التي جنتها الجيوش العربية في نكسة 1967م.

لدواعي تتصل بإبانه جانب يبدو شديد الاحتياج الى مقاربات الايضاح، يكتسب التعريج على ملحمة الانكسار العربي امام إسرائيل في حرب تحرير فلسطين اهمية لافتة تفرضها اوجه شبة قد تبدو ماثلة الى حد ما.

في 1967م التقت الجيوش العربية لتحقيق غاية "إلقاء إسرائيل الى البحر" كما كان يردد الزعيم جمال عبدالناصر، ضخامة الحشد العسكري الذي شاركت في بنائه عدة اقطار عربية جعلت من تحدي بلوغ "تل أبيب" يبدو محض نزهة عسكرية ليس اكثر، غير ان معنويات الجيوش العربية التي كانت خطابات عبدالناصر تبعث في دواخلها لهيباً حماسياً منقطع النظير سرعان ما خضعت لطائلة الانكسار المفاجئ وغير المتوقع على خلفية تبلد وجبن قيادي من جانب قائد الجيوش العربية المشتركة عبدالحكيم عامر.

دون خطة تكتيكية، او اعتبار لمعنويات جنود جاؤوا لإلقاء اسرائيل الى البحر، اصدر عامر توجيهاته الى الجيوش بالانسحاب المفاجئ من خطوط المواجهة الامامية في سيناء بعد ساعات من انهيار منظومة الدفاع الجوية المصرية على يد قذائف الطيران الاسرائيلي كنتاج بديهي لنظرية "تلقي الضربة الاولى" التي منحت الطيران الاسرائيلي فرصة اغتيال القدرات الجوية للجيوش العربية المشتركة وبالتالي هزيمة اكبر جيش عربي في التأريخ الحديث وطمر تطلعات إفناء إسرائيل الى الابد.

لا يدرك الرئيس هادي –بافتراض صدق النوايا- ان استعانته بالقبائل كبديل افتراضي للجيش في معركة الذود عن حياض صنعاء -التي تجابه مخاطر مد جاهلي متوثب- ستتسبب في تحطيم معنويات القوات العسكرية التي لم تحظى بأي فرصة حقيقية لاختبار ولاءاتها في مواجهة تغول المليشيا الحوثية وتمددها الذي يبدو قريب الشبة بالزحف البربري التاريخي لقوات المغول.

انه كمن يقول لجيشه بُعيد ملحمة صراعية وشيكة الحدوث: يا جنود الوطن ابقوا في معسكراتكم فإنني لست أثق في ولاءكم للوطن وأشك في قدراتكم وأظن فيكم ظنون الخيانة للواجب وقسم الاخلاص العسكري..!

التعاطي مع مخاوف الانشطارات الولائية

في تصرفات هادي ثمة قلق لا ينفك يعبر عن نفسه من تداعيات الواقع الناشئ بفعل الاشتباك العسكري بين القوات المسلحة اليمنية ومليشيا الحوثي إن حاولت هذه الاخيرة تتويج فتوحاتها "المنامية" بمغامرة اجتياح العاصمة صنعاء.

تشي تحركات الرجل بما يمكن اعتباره تخوفاً من بروز انشطارات ولائية تمنح بعض القوات فرصاً للانسلاخ من عضد الدولة ولعب ادوار كواليسية لمنح الحوثي مزيداً من التضخم العتادي عبر تسهيل استيلاءه على معسكرات الجيش.

افتراض واقعية حضور الأسطر الآنفة في قائمة الهواجس الرئاسية لا يلغي إتصافها بطابع القصور لتعليلات تتصل بالحكم الرئاسي اليقيني المسبق على تلك القوات دون اتخاذ اجراءات في اتجاه إضعاف الاحتمالات السلبية داخل معنويات الجيش وتعزيز حضور الجوانب الايجابية.

ثمة اجراءات بوسع هادي ان ينتهجها –بافتراض صدق النوايا- لبلوغ غاية تبديد مخاوفه او على اقل تقدير تحجيم حضورها وتطويق وجودها في وحدات وقيادات عسكرية بعينها بدلاً من حشر كل القوات المسلحة في خانة التشكيك الولائي المسبق.

تفعيل الجوانب المعنوية التقليدية، نقل القوات إلى حالة التأهب، إبانة الخطر الحوثي على النظام الجمهوري والجيش، إجراء اختبارات ولائية ميدانية، الاقتراب من الجنود والتواجد بينهم، عدم الاكتفاء بالتخاطب معهم عبر القيادات والاركان، استحداث خطاب جديد يعمل على انماء الروح المعنوية، خطوات عديدة من شأنها الاسهام في تحجيم المخاوف الرئاسية الى حدها الادنى بموازاة وضع نهاية محتومة لمخاطر التصدع في العلاقات الرابطة بين الجيش من جهة والرئيس هادي من جهة اخرى وتبديد الجزم المتصاعد الذي يرى في تلكوءات هادي تعبيراً عن احد امرين اما التشبث بالكرسي والخشية من تداعيات اي مواجهة عسكرية على ديمومة ذلك التشبث، واما حضور نسبة لافتة من نظريات الضعف والتضعضع في شخصية هادي وهو ما يعني استحالة اتجاه الجيش نحو القتال في ظل ترهل قيادي قد يتسبب في هزيمة وانكسار على طريقة المشير عامر.

النتائج الكارثية لخصومات وزير الدفاع

على ان خطوات كالتي بعاليه تبدو متصفة بنعت التعذر النسبي في استجلاب النتائج المرجوة دون الوقوف الرئاسي على طبيعة السياسات والتكتيكات التي يعتمدها وزير الدفاع محمد ناصر احمد الحسني في تعاطيه مع الاحداث شمالاً.

في بعض المغامرات الحوثية تجلت مواقف باعثة على الاثارة للوزير الحسني جعلت من الحديث عن التشكيك في الولاءات العسكرية للجند محض هراء لا يقيم وزناً لطبيعة التكتيكات الآتية من رأس الجيش.

عندما حاول الرئيس هادي ان يستجيب لمطالب حاثة على التحرك باتجاه فرض هيبة الدولة عبر منح الجيش في همدان إشارة التحرك لضبط إيقاع الاحداث وإعاقة الزحف الجاهلي، انبرى الوزير الحسني دونما سابق إنذار لإقناع الرئيس بالعدول عن اقحام الجيش في مواجهة الحوثيين مطالباً الرئيس بإعادة القوات العسكرية التي تحركت بالفعل لكبح جماح التمدد الحوثي المستشري.

ولان التهديدات لم تعد تقتصر على حاشد او همدان أو ارحب بقدر ما باتت تهدد عرش الرئاسة في صنعاء، فإن استجابات الرئيس لضغوطات الوزير اتصفت بطابع المحدودية في التأثير لاسيما عقب بيان الدول العشر الذي عبر عن عميق القلق من تقدم زحف المسلحين باتجاه العاصمة صنعاء.

ليس بوسعك ان تقاتل بجيش لا تؤمن قيادته التنفيذية بأن ثمة حرباً تستحق ان تُخاض، نظرية تجعل من سعي هادي الى تحجيم مخاوفه تبدو ضرباً من العبث واللا جدوى في ظل وجود وزير ما انفكت نزعة خصومته لاحد الجنرالات تدفعه باتجاه مزيد من الارتماء في الاحضان الحوثية على حساب سيادة الدولة والنظام الجمهوري.

قبل انبراء البعض للتخندق الأعمى في خنادق الدفاع عن الوزير الحسني، ثمة وقائع تجعل الرجل يبدو كما لو انه شديد الحرص على الاحتفاظ بروابط كواليسية مع الحوثيين.

حين حاول قائد عسكري ميداني ان يتدخل في احدى مغامرات الحوثي التوسعية بهدف الفصل بين مقاتلي الطرفين وتامين المنطقة بالقوات الخاضعة لإدارته، جاءه رد صاعق من الوزير الحسني اصاب معنوياته في مقتل، قال له الحسني: وانت ماعليك خليهم يتقاتلوا لا تتدخلش..!

في احدى حروب صعدة، كان الجيش يُقاتل الحوثيين بالتزامن مع وجود محافظ شديد الولاء لهم، ومع ان وجوده كان يقتضي انتهاج تكتيك يكفل القيام بأحد امرين إما الإزاحة او حجب المعلومات، إلا ان تغليب نظرية "الدولة في مواجهة تمرد" تسبب في اطلاع الرجل على تحركات وتكتيكات الجيش وخططه القادمة، الامر الذي ادى الى تسريب معظم التكتيكات والخطط العسكرية الى الحوثيين وبالتالي قيامهم بالاستعدادات الميدانية اللازمة لمجابهة زحف القوات المسلحة.

التقارب البائن بين التموضع الراهن في حالة الوزير الحسني والتموقع الآنف في حالة المحافظ، يجعل الجزم بإخفاق الجيش في أي مواجهة محتملة مع الحوثيين يبدو أمراً بديهياً، ليس هذا فحسب، حساسية التموضع الراهن الناتجة عن مكوث الحسني على رأس القيادة العسكرية يعني ان القتال سيدور على طريقة "السيوف مع الدولة والقلوب مع الحوثي".

بين مساري السلام والاستعداد لفرضه

في ظل الاستئساد الراهن الذي تبديه المليشيا الحوثية بفتوحاتها الجاهلية، يبدو التشبث بنظرية التفاوض والمفارعة محض ترسيخ لموجبات الضعف والاستكانة الجالبة لمزيد من الغرور والعنهجية الحوثية التي لا تقيم وزناً لدولة قائمة ولإرادات السواد الاعظم المناوئ لتقبيل ركب السيد.

بتعبير آخر: يستعصي على اي قيادة سياسية كانت ان تبلغ ضفاف غاياتها في اي محادثات تفاوضية مع طرف مستعلي دون ان تقوم بخطوات عديدة في اتجاه تخليق أدوات ضاغطة تكفل تعزيز الموقف التفاوضي وصولاً الى زحزحة الآخر عن عرش الاستعلاء كمقدمة لقبوله بإمضاء رغبات هذه القيادة السياسية.

يجنح الرئيس هادي الى المنطق التفاوضي إعتقاداً منه ان "التسريب" باستخدام القوة في ظل جيش بمعنويات مستكينة من شانه ان يجبر الحوثيين على الاكتفاء بالفتوحات الراهنة وترحيل "منامات إبتلاع صنعاء" الى مراحل لاحقة.

مع عدم إغفال الافكار الواردة في آنف الاسطر يبدو الرئيس هادي شديد الاحتياج الى انتهاج تكتيكات الرئيس محمد السادات في التعاطي مع الجيش الإسرائيلي خلال مرحلة ما قبل استعادة سيناء.

اعتمد السادات على مسارين اساسيين في التعاطي مع اقتراب لحظة اكتمال استعدادات القوات المصرية لتحرير سيناء من الاحتلال الاسرائيلي، فبينما كان الجيش في قمة التأهب على ضفاف قناة السويس ويقوم بمناورات حربية ويجري حرباً ذات طابع استنزافي، كان الرئيس السادات يراوغ ويتحدث عن السلام والمفاوضات واستعادة الاراضي المصرية المحتلة بالاستناد الى نظرية الوساطات الدولية والقرارات الاممية.

الانغماس الظاهري بالسلام والمفاوضات لم يكن يؤثر فعلياً على برنامج الاستعداد القتالي لخوض معركة التحرير، لقد قام الجيش المصري -عشرات المرات- باستعدادات لعبور القنال غير انه في كل مرة كان ينسحب ويعود الى الثكنات حتى تأكد الاسرائيليون بالاستناد الى معطى آخر "تمسك السادات بالسلام والمفاوضات" ان مصر لن تحارب ابداً.

حين اقتنع السادات ان اسرائيل باتت على قناعة تامة باستحالة المواجهة العسكرية، وبعد ان اجرى بعض المحادثات المؤكدة على السلام اصدر تعليماته السرية الى الجيش باجتياح سيناء وتدمير القوات الاسرائيلية، لتشن القوات المصرية هجوماً شاملاً ومباغتاً اسفر عن انكسار كلي للجيوش الاسرائيلية التي كانت في حالة استرخاء عميق وعدم استعداد كافي للقتال.

إبقاء الجيش في المنطقة البرتقالية

مكوث الرئيس هادي في التموضع التفاوضي البحت يبدو وفق دلالات ومعطيات شتى مترافقاً مع استرخاء عسكري بائن لمختلف القوات بموازاة غياب اي برامج ذات طابع تعبوي من شأنها ان تبعث في دواخل الجنود الحمية والغيرة على مكتسبات الثورة والجمهورية.

في اللحظة التي سيقرر خلالها هادي مبارحة تموضعاته التفاوضية الراهنة باتجاه تموقعات المواجهة والتقاط زمام المبادأة، لن يكون في وسعة احراز اي نتائج فورية على الارض كنتاج بديهي لاسترخاء القوات العسكرية المرابطة في اثناءات وجبال الهضبة الشمالية.

المكوث الرئاسي في التموضعات التفاوضية ينبغي ان لا يسري على القوات الميدانية، بتعبير اخر: يتعين على الرجل ان يتعاطى مع المسألة عبر نظرية المسارين، بصورة تمكنه من الحديث عن السلام وإلقاء مئات الخطب المنبرية عن الوئام، بموازاة قيام الجيش باستعدادات حربية واسعة ومكثفة على ارض الواقع مع خطاب معنوي يزرع في دواخل الجنود بذرة الحماس للدفاع عن العاصمة والقيام بعمليات "قرص إذن" لمليشيا الحوثي حين يتطلب الامر ذلك.

عوائد إبقاء القوات المسلحة في المنطقة البرتقالية "حالة التأهب القصوى" لن يمنح الرئيس هادي امتياز القدرة على المبادأة وردع المليشيا الحوثية وتحجيم مخاطر اجتياح صنعاء فحسب، حيث سيكون الرجل قادراً على تمرير عمليات فرز تكفل الحد من الحضور العالي لمخاوفه من نظريات الارتباط الولائي داخل القوات وبواعث قلقه من خيانات محتملة يمكن ان تتجلى إذا ما أُجبرت الدولة على شن حرب مفتوحة ضد مليشيات الحوثي.

سلام الاقوياء وقرصة الإذن

بالاستناد الى نظرية "إذا أردت السلام فعليك ان تستعد للحرب" يمكن القول ان الحديث عن الاستعدادات الحربية وتعزيز الموقف التفاوضي لا يتعارض نهائياً مع اي طفوق لنزعة السلام والوئام.

فبما ان "سلام الضعفاء" لا يمكن له الصمود أمام اي مد ذا صبغة استعلائية مقتية، ونزعة تتغيا الاستحواذ والالتهام، ونبرة تتحدى قرارات تسليم السلاح، فإن "سلام الأقوياء" ينبغي ان يكون هو البديل المثالي لإعادة من وصفهم هادي "بالمغامرين" الى جادة الصواب.

ومع ان الحوثيين لا يقيمون وزناً لحياة ودماء الآخرين إثر تفجيرهم لعدد من المنازل فوق قاطنيها، إلا ان "قرصة الإذن" التي تتغيا بلوغ مرحلة فرض السلام لا ينبغي ان تتعاطى مع عبث المليشيا الحوثية بذات الطريقة التي تتعارض كلياً مع حرمة الدم التي جعل الرسول نزع احجار الكعبة حجراً حجراً أهون من سفكها.

بوسع القرصة هنا ان تتمدد الى قرصات، غير ان الغاية في كل الاحوال ينبغي ان تتمحور حول تخليق أدوات ضاغطة لإجبار الحوثي على التخلي عن اسلحته واغلاق قواعده ومعسكراته القتالية والانخراط في العمل السياسي.

حين ألقت الولايات المتحدة الاميركية القنبلة النووية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي -لم تكن من وجهة نظر جنرالاتها- تتغيا استفزاز الامة اليابانية لقتال لا متناهي بقدر ما كانت تتطلع الى حسم الحرب وفرض شروط السلام، من وجهة النظر الاميركية فإن الانتحاريين القادمين الى السفن الحربية الاميركية من الفضاء "سقوط الطائرات اليابانية مع سائقيها فوق البوارج الاميركية" لن يكفوا عن تحطيم الاسطول البحري الاميركي ولن يقبل اليابانيون بإيقاف الحرب او الرضوخ لشروط اميركا دون ضربة تضع حداً لمقاومتهم الحديدية.

معرض الاستشهاد بالقنبلة النووية هنا لا يرمي الى حث هادي على إحراق منطقة النقعة بالطائرات الحربية، او جعل معسكرات وقواعد الحوثي أثراً بعد عين بإطلاق عدد من صواريخ سكود ذات القدرات التدميرية العالية، المسألة لا تعدو عن كونها استشهاد مجازي يحاكي منطق العجرفة والاستعلاء الحوثي الذي يتطلب اعتماد نظرية "قرصة الإذن" في التعاطي مع التوغل الجنوني لمليشياته المسلحة داخل مدن وقرى وبلدات الشمال، وهي قرصة لا ترمي في واقع الامر الى شن حرب بقدر ما تتغيا فرض عملية السلام على طريقة "سلام الاقوياء" وصولاً الى اقناع الحوثي واتباعه بالتخلي عن اسلحتهم –كما فعلت اليابان- وتشكيل حزب سياسي والرضوخ لمنطق التبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع.. وكفى!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد