هل تذكرون محاكمة القرن!. . محاكمة الرئيس العراقي الشهيد/ صدام حسين. . هناك سؤال هام، سؤال يفسر أموراً كثيرة حساسة، تجري الآن في منطقتنا، وهو: لماذا لم تكن قضية(مذبحة الكيماوي المزعومة ضد الأكراد في بلدة حلبجة الكردية)؟.. لماذا لم تكن هي أول قضية يحاكم عليها صدام؟، إذ أنها كانت أقوى قضية موضوعة وساخنة في ذاك الوقت.. وكل الرأي العام العربي والعراقي والرأي العام العالمي، توقعوا أن تكون تلك أول قضية يحاكم بها صدام. . لبشاعتها.. وحجم ضحاياها(خمسة آلاف شهيد).. لكن. . تركت هذه القضية الكبرى، وتم تجاهلها تماماً، هي وكل القضايا والتهم الضخمة التي اتهم بها صدام، وشوه بها الرجل في الإعلام العالمي والعربي، غريب بالفعل، إذ كيف ترك كل هذا. . وتم محاكمة الرجل على عجالة بأصغر قضية اتهم بها وهي(قضية الدجيل). . بسرعة وفي شهور قليلة، وعدة جلسات، وبمحاكمة هزلية. . تم إصدار الحكم سريعاً بالإعدام!، ونفذ الحكم سريعاً.. وقتل صدام وأعدم سريعاً.. وأغلقت معه وأعدمت أسرار وخفايا.. ولم يترك الرجل ليحاكم على باقي القضايا المهولة والمفبركة التي اتهم بها طوال حكمه، ولم يحاكم على قضية مذبحة(حلبجة)الكيماوية ضد الأكراد.. هل تعلمون لماذا؟!، حسناً. . الإجابة هي ببساطة: حتى لا تفتح ملفات هذه القضية الكبرى، وتتضح خفايا وحقيقة ارتكاب إيران ومن وراؤها الغرب لهذه المذبحة!، وليس صدام حسين!، وطمس الأمر كله ليتم تلبيسها لصدام.. هل يلفت هذا نظركم لشيء.. أن كل القضايا التي اتهم بها صدام كانت كاذبة!.. وأن الرجل ليس بدكتاتور أو مستبد أو خائن أو طاغية مدمر لشعبه!، كما كانوا يصورون عنه، ولكن بالعكس كان زعيماً فذاً وعروبياً حقيقياً بطلاً.. هذه هي الحقيقة!.. فيما أحسبه كذلك، ولا أزكيه على الله.. ثم هل يذكركم هذا بشيء آخر أيضاً؟.. يذكرني أنا بالإعلام المصري اليوم!.. كيف شوه ويشوه الإخوان ومرسي والإسلاميين عموماً.. كما كان الإعلام العالمي والخليجي والعربي يشوه صدام حسين في ذلك الوقت.. ويصور للعالم أجمع، إنه ديكتاتور وطاغية بشع، لقد كانت حرب إعلامية دولية على صدام منذ بداية التسعينات، لإقناع الرأي العام العالمي والعربي إنه بالفعل حاكم ديكتاتور!، ولم يكن هناك إعلاماً موازياً وموضوعياً منافس، يبين الحقيقة للناس، ويفضح كذب الإعلام الأخر، ويعمل موازنة كشبكة الجزيرة الإعلامية اليوم!، التي أحدثت توازناً هاماً أمام الإعلام المعادي للمنطقة العربية، لقد كانت حرب شرسة حينها، وصدقناهم، بالفعل أقنعتنا الآلة الإعلامية الجبارة الخليجية والعربية والصهيونية العالمية، بسبب غياب الإعلام البديل حينها، لكن، السنوات والأحداث المتسارعة والهائلة في منطقتنا العربية، في العشرين سنة الأخيرة، أوضحت لنا الصورة الحقيقية، وحجم وكم المؤامرة والمغالطات الكبرى، التي دمروا بها منطقتنا العربية، وبينت لنا حقيقة وخفايا السياسة الدولية ضد منطقتنا، وحجم العمالة الكبير الذي تقوم به أنظمة المنطقة وحكامها لتمكين مخطط السيطرة الصهيونية الأمريكية على منطقتنا العربية.
لينا صالح
صدام..كان ضحية إعلام كاذب ومخادع..! 1388