· في هذه البلاد ثلاث سلطات حاكمة ـ هي سلطة الوساطة الرئاسية وسلطة الوساطة العسكرية وسلطة الوساطة القبلية وبقانون وأعراف الأخيرة تعمل السلطات الثلاث أما السلطة الرابعة فهي سلطة "التحكيم" التي تُسلّم الدولة بموجبه الحكم لشخص أو جماعة ليصدروا أحكاماً مغلّظة على الدولة!! إنها "ديمقراطية" من نوع آخر, تحمل براءة اختراع "اُبتِدع في اليمن"!!

·     صباح الليل يا شعب!! بهكذا تحية يبدأ يوم حكومتنا وحُكّامنا ـ الذين اختلط عليهم الليل بالنهار؛ لانشغالهم بتمييز الخيط الأبيض من الأسود على مدار الساعة؛ ما أفقدهم إدراك الفجر!!

·     في هذه البلاد أُسُود، لكن متى ما اقتربْتَ منهم تجد الأسد الغضنفر وتجد (أسد المفرشة) وفيها نمور عندما تقترب منهم تجد الفهد وتجد (نمر البطانية)، وفيها صقور وعليك أن تميّز بين الباز و(ابن الوز) وبين الشاهين و(الحدأة) فهل تُميّز؟!!

·     الرئيس هادي يدخل "غينيس" كأول رئيس انتقالي بفترة مفتوحة وسبق له أن سجّل رقماً قياسياً كأول رئيس "مَنازل" يدير البلاد من منزله لزهده في دار الرئاسة وليس في الرئاسة بحد ذاتها!!

·     الجفاف والقحط يصيبان البلاد؛ نظراً لتوقف انهمار دموع دولة رئيس حكومة الوفاق الوطني الأستاذ/ محمد سالم باسندوة منذ نحو عام وخبراء علم "النَّوح والدموع" يرجعون السبب لاستنزاف دولته دموع عُمر كامل في أول سنة رئاسة!!

·     زمان كانت هذه البلاد معروفة بالسعيدة واليوم لم يبقَ منها إلاّ مؤسستان خاصتان هما طيران السعيدة وفضائية السعيدة ومثل شعبي يتيم يقول: "لوما سعيدة لبيت ردم ما زاد بقي ردمي" وحتى لا أنسى تلك العجوز التسعينية الطيبة بقريتنا "الحاجة سعيدة"!!

·     بعد أن تاهت حكمة هذا الشعب في مغارة "علي بابا" التي خلفت للشعب أربعين "حمامي" مازالوا يعبثون بمصير 25 مليون آدمي ,ويبقى السؤال متى تنقشع الغشاوة ليدرك الشعب أن من يراهم حمائم ليسوا سوى نسور وغربان!!

·     الفقهاء الجُدد مستمرون في فتاواهم الكيدية بتعظيم "الفيدرالية الاتحادية" على "الوحدة الاندماجية" وبالترويج للستة الأقاليم وما يتبعها من هويات على حساب الشعب الواحد والهوية الواحدة ـ أرادوها "شعوباً وقبائل"كما أرادوها مذاهبَ؛ لكي يتحاربوا بدلاً من أن يتعارفوا!!

·     عندما يسند الرئيس حماية البوابة الغربية للعاصمة إلى قبائل بني مطر والبوابة الشرقية إلى قبائل بني حشيش فأين الدولة وأين أجهزة الأمن وألوية الجيش؟ أتمنى على "عباس" التوقف عن صقل سيفه في لافتات (أحمد مطر)!!

·     "ناطق الحكومة راجح بادي يضع النقاط على الحروف" ـ بهكذا عناوين تصدرت تقارير الأخبار أمس عن فحوى المؤتمر الصحفي لناطق الحكومة؛ حتى ظننتهم يتحدثون عن نصر بن عاصم الليثي أول من نقط الحروف بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي وليس عن الزميل بادي ناطق حكومة باسندوة!!.

·     يتساءل الكثيرون عن سر استمرار أزمات المشتقات النفطية التي دخلت عامها الرابع على التوالي وعن مصلحة الحكومة في تعذيب الشعب وإشغال الكثيرين لساعات وربما أيام في "طوابير" أمام المحطات ويبدو أن الحكومة قررت منح المواطنين شهادة "البكالوريوس" في "ثقافة الطابور" كمقدمة لماجستير "آداب النظام"، لكن عليهم أن يدركوا أن "الدكتوراه" ستكون في "تأديب النظام"!!

·     من الواضح أن الجيش اليمني يُراد له أن يتحول إلى "أنموذج" الجيش اللبناني وباللافتة العريضة ذاتها "الحياد والابتعاد عن الشأن الداخلي حتى لو حدثت صراعات مسلحة فهي لا تعنيه" وبذلك يتصدّر "الفول المدمس الصيني" ومستلزمات التموين قائمة اهتمامات وزارة الدفاع على الصعيد الداخلي والخارجي أيضاً!!

·     والحق يُقال أن وزارة الدفاع في هذه البلاد وإن تركت المواطنين للمليشيات إلا أنها ما تزال تدافع عن النفط والغاز وشركاته, أمّا أكبر إنجاز سيُسجَّل للداخلية والأمن فهو استعادة الأمن في مربّع الوزارة وحماية مقار الأجهزة الأمنية في المحافظات..

·     كثيرون من أبناء هذه البلاد لا ينامون ليلاً رغم الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي , ليس لأنهم زُهّاد عُبّاد يقومون الليل؛ ولكن لأن هنالك من لا يدع الآخرين ينعمون بالنوم نتيجة "قوارح الأعراس" في المدن والتوترات الأمنية للمليشيات في الأرياف وللقات والمخزنين قصة مع السهر، وللمعوزين والمديونين والفقراء بأحمالهم وهمومهم قصص من المرارات والعذاب"!!

·     في هذه البلاد أناس بلا مأوى يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وأناس يأكلون من براميل القمامة وآخرون لا يجدون تلك القمامات وهنالك من يشتري الأرز والقمح المطحون بنصف وربع الكيلو ومن يشتري الزيت والسمن بالملعقة وبالجرام وهنالك من يكنز سبائك الذهب بالكيلو جرام ويسكن القصور ويصرف الملايين على العطور والبخور وكل ذلك ليس من حُر ماله أو مال أبيه ـ بل من أموال هذا الشعب ومن أموال أولئك الذين لا يجدون قُوتَ يومهم!!