ما حدث في القرم وإعلان بوتين انضمامها رسمياً لروسيا أثار احتقاناً غربياً وأمريكياً وصل إلى حد التلويح باستدعاء بوتين لمقدمات الحرب العالمية الثانية وبما أن كثيراً من المراقبين الدوليين يعتقدون بأن استمرار الصراع بعد التحدي الروسي والعقوبات الغربية يعني العودة مجدداً للحرب الباردة وهذا له انعكاسات على الوضع الدولي ومنطقتنا العربية لا محالة وبهكذا أوضاع وعدم توافق دولي يمكن إيجاد ثغرات للمناورة في كثير من القضايا ومنها السورية والإيرانية حيث كانت روسيا وبدبلوماسية رفيعة حققت مكاسب كبيرة واستطاعت جر الغرب وأمريكا لمواقفها رغم تعنُّتها وخلوُّها من القيم الإنسانية وخاصة في الملف السوري وهناك قضايا كثيرة أخرى تستطيع القوى الفاعلة سواءً دولا أو جماعات سياسية ومجتمعية تحقيق مكتسبات اقتصادية وسياسية وعسكرية في ظل هذا الاختلاف أن أحسنت استغلال الموقف في الوقت والقضايا المناسبة ومالفت نظري هوالقرار الامريكي بإيقاف السفينة التركية التي اشترت البترول من متمردي إقليم برقة وإغلاق القنصليات والسفارة السورية في أمريكا كبوادر لهكذا حرب, فهذا يعني أنه يمكن تغيير كثير من المعطيات القائمة في مناطق كثيرة وما نأمله هو أن تستمر سياسة التدافع لكي تتخفف المظالم التي كانت بدأتها فترة التوافق والتفرُّد وخاصة في قضايا المنطقة العربية وثورات الربيع العربي وتغطرس بعض القوى الإقليمية على جيرانها مستغلةً السياسة العالمية القائمة حالياً.
فؤاد الفقيه
هل تعود الحرب الباردة؟ 1168