مع شدة الشتاء وطول مرحلته تمر الأيام والليالي بل والساعات ببطء على أهالي مديرية فرع العدين.. فقد بات هاجس شحة المياه يشكل مصدر قلق لدى الكثيرين هناك رغم وجود العديد من مشاريع المياه في هذه المديرية إلا أنها لا تفي بالغرض ولم تحقق الهدف من عملها ..
فالمواطن هنا يعاني من ضعف وانقطاع دائم للمياه في أغلب عزل المديرية ومناطقها منها عزلة بني أحمد العلياء والسفلى وعزلة الاخماس إلى جانب عزلة حسيد وغيرها ممن يمتلكون مشاريع مياه ناهيك عن معانات أشد وأعظم لمناطق ليس فيها مشاريع كالرمادي والمعبر وحومل وقمل .وغيرهم من القري الأكثر تضرراً هذه الأيام
حيث يعاني السكان هناك هذه الأيام الأمريين الفقر وشحة المياه مما يدفع بالأهالي لشراء صهاريج المياه بمبالغ باهظه..
وكذلك تعاني عزلة بني أحمد العلياء والسفلى من انعدام المياه من المشروع الخاص كلا بمنطقته ..فالأولى معطل وبدون إدارة منذ فترة طويلة ..أما الأخرى فموقف بمحض إرادة الشيخ والأمين ولم تنتخب له هيئة إدارية منذ ما يقارب العشر السنين ..وهو تحت إدارة الشيخين
كل هذا يحدث في الوقت الذي تقوم فيه المؤسسة المحلية للمياه والقائمين على المشاريع بترميم وتوصيل شبكات المياه واستحداث خطط جديدة بملايين الرياﻻت وجميعها مشاريع إسعافيه ..وهي تكبد الدولة مبالغ مالية خيالية ولا تحل المشكلة ..
كما أن هناك عشوائية في عمل مشاريع فبالرغم من وجود أبار في الفرع عمدة السلطة المحلية على حفر أبار في بعض المناطق ولم تحصل على الماء كما حصل ذلك في منطقة الكدرة وكبدها مبالغ مالية ضخمة كانت المديرية ومازالت بأمس الحاجة إليها ..ثم عمدة بعدها إلى حفر بئر أخر بديلاً عنه في منطقة طنوحة ..ليوصل الماء إلى منطقة وادي بوكر المكان الذي يسكن فيه شيخ العزلة والأمين العام للمجلس المحلي المستفيدين الوحيدين من هذا المشروع ..
ومع هذا يظل المواطن الذي يسكن على هذا الحوض المائي الهائل أو بجواره عطشان والماء بجانبه ..ويذهب لغيره وهو يتألم على مشاريع باهظة الثمن والتكلفة بعضها فاشل ..والبعض الأخر متعثر إلا ما رحم ربك وما نفذ منها سوى ترميمات لم تحل وتعالج انعدام المياه رغم أنها غنية بالمياه ..ومع ذلك لم تستفد منها مؤسسة مياه الريف ولا السلطة المحلية ولم يستفد المواطن منها أيضاً سوى مشروع العاقبة العلياء(تستحق إدارته والقائمين عليه والمواطنين هناك الإشادة بهم والشكر لهم ) ..أو مشروع بني يوسف وإن كان لم يوفِ بالغرض كاملاً..
ومما تعانيه مؤسسة المياه في مديرية الفرع قلة الكادر الفني والهندسي المتخصص, وكثرة الموظفين في مشاريع المياه بمؤهلات يقرأون ويكتبون أو ثانوية عامة ومتحررون من الأمية ..
بينما يعتمد القائمين على مشاريع المياه في المديرية في استجلاب مهندسين من المحافظات المجاورة كا(إب-وتعز)يعمدون على استقدامهم أثناء الأعطال الفنية ..
في الفرع نفذت بعض المشاريع ثم توقفت ثم يفكر في تشغيلها فتحتاج إلى صيانة بمبالغ كبيرة ترهق المشروع وتوصله إلى العجز المالي (كما حدث ذلك في مشروع بني احمد العلياء )فقد تعطلت مروحة مكينة الضخ ولم يستطيعوا شراها إلى الآن ..وها هو مشروع بني احمد السفلي في طريقه إلى نفس المصير نتيجة للسياسة البلهاء التي تمارس من قبل القائمين عليه (أنا وإلا الخراب )
وكذلك لم يستطيعوا صرف مخصصات موظفيها في أغلب الأشهر ..رغم أن أغلب هذه المشاريع لم تنجز وفقاً للمواصفات والمعاير ..
ولا يخفى ما حدث في مشروع المياه التابع لحسيد حيث تتصارع الإدارة السابقة له مع الإدارة الجديدة التي تم انتخابها ديمقراطياً لإدارة المشرع بديلاً عن السابقة نتيجة لفشلها إلا أنه حدث عراقيل صعبة في طريق تشغيله ..وتم إحراق إحدى مضخاته ليصيبها في العطل الكامل ..وكذلك انعدام الفائض المالي لديها.. مما صعب الوضع أمام الإدارة الجديدة نتيجة للإفلاس وعدم وجود أموال لتصليح المضخة مما أدى إلى توقيفه في الوقت الذي تبذل الإدارة الجديدة قصارى جهودها لتشغيله. فلم يفلح ذلك..
لا ننسى هنا مشروع مياه منطقة الوزيرة الذي مازال موقوف منذ فترة لم ينزل إلى حيز التنفيذ ولم يبدأ الشغل فيه رغم متابعته المستمرة من قبل شخصيات وعرقلته من قبل أخرى ..ورغم خسارة مبالغ في ذلك
رغم كل هذا الذي يحدث في مديرية فرع العدين إلا أن الهيئات الإدارية في أغلب مشاريع المياه في المديرية والسلطة المحلية لا يهمها المواطن المستهلك ومعاناته ..برغم علمها بهذه المعانات وتصلها البلاغات ولكن لا حياة لمن تنادي ...
في الأخير باسم أبناء مديرية الفرع أمام هذا يحق لي أن أتسال:
أين السلطة المحلية من هذا..؟
ومتى سيغاث عطشى المديرية إن لم يغاثوا اليوم..؟
وماذا ينتظر من بسطاء الفرع؟..أن يخرج المواطنون فيها.. ويقطعون الطريق.. ويحرقون الإطارات ...ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
عبد الوارث الراشدي
مشاريع مياه..لا يستفيد منها المواطنون 1660