لم أشعر بالتقزُّم أمام أي شخصية من الرجال والنساء كما شعرت به أمام هذا العملاق الخفي التقي رحمة الله عليه - نحسبه كذلك والله حسيبه- رياض الشاب الورع الذي نشأ في طاعة الله ولقي ربه على الطاعة
لن أحدثكم كثيراً عن رياض و سأذكر لكم موقفين ستعرفون من خلالهما سيرة هذا العملاق.
قيل لزوجته ألا تتزوجين ؟
فمازلت شابة وفي مقتبل العمر؟
أتدرون بماذا أجابت ؟!
قالت :
وأين سأجد مثله كان يسبح بأصابعي وأنا عروس
الله اكبر.
سجّل يا زمن واكتب أيها التاريخ في سير الخالدين سيرته ودوّن قصته.
يسبح بأصابعها وهو عريس,
في أحلي وأجمل وأسعد اللحظات التي يعيشها الانسان في عمره كله!!
في لحظات ينسى فيها الإنسان نفسه من شدة الفرح, لكنه لم ينس ربه وخلط طاعته برومنسيته, ومزج ذكر ربه بِقُربه من حبيبته.
رحمك الله يا رياض.
بار بأمه؛
وفي موقفآ تحكيه أخته قائله:
كان يتّصل لأمي من بلاد الغربة ويسألها:
أماه هل أنتِ جائعه؟
فترد عليه : لا ياابني رغم أن إحساسه بها صادقاً,
و يكرر السؤال و تصر الأم على الإجابة نفسها, ثم يتّصل بصديقه في اليمن ويطلب منه أن يشتري لوالدته طعاما ويذهب به إليها,
لله درك أيها البار بوالدته!
في زمن العقوق
و غادر الحياه في ريعان الشباب في حادث مروري ويترك ولداً سمّاه- قبل - سماه صلاح الدين.
وهكذا يغادرنا الطيبون وتبقى ذكراهم العطرة.
رحمك الله يا رياض , رحمك الله أيها العملاق.
أحلام القبيلي
قبيليات..عملاق 1926