;
ياسر الرعيني
ياسر الرعيني

ذكرى الكرامة:..شهداء الوطن..حوار المستقبل 1219

2014-03-19 10:57:30


مثلت جمعة الكرامة في الثامن عشر من مارس 2011 م ذروة التضحيات من أجل أحلام اليمنيين في الوطن الآمن والمستقر وتطلعات أجياله في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، لقد كان يوم الكرامة التوقيت الفعلي لسقوط النظام سياسياً وأخلاقياً فقد فيها المشروعية وانحاز معها كثير من الشرفاء داخل النظام إلى صف الثورة والتغيير.

كما أن صمود الشباب وتضحياتهم في أروع ملحمة للفداء والكرامة حقق الهزيمة النفسية للنظام الذي طالما راهن على التخويف لمخالفيه ومعارضيه، وقطع حبل الجلاد ليلتف على رقبته من خلال فضحه أمام الرأي العام الداخلي والخارجي حتى ظهر بصورة هستيرية دون أدنى مسؤولية يرمي الاهتمامات جزافاً على جيران الثورة قبل إجراء أي تحقيقات.

وجد نفسه -النظام السابق- في عزلة نفسية وسياسية بعد أن مارس أقصى ما يمكن فعله من أعمال القمع والتنكيل والتي أسفرت عن أكثر من خمسين شهيداً وعشرات الجرحى جعلته يترنح في أساليب المراوغة لكسب الوقت والحصول على بعض المكاسب والتضمينات التي تسمح له بالبقاء لفترة أطول لكنه كان يدرك في قرارة نفسه أن الوقت مضى على استغفال الشعب أو التحايل على طموحات شبابه وتطلعاتهم، كان مجبراً إذاً على الدخول في مبادرة التسوية السياسية (المبادرة الخليجية) إذ كان الخيار الوحيد المتاح له حينها.

كانت مجزرة الكرامة توحد اليمنيين على مطالب الثورة وتثبت جدية المطالب الشبابية وعمق الإيمان بها ورغم الفاتورة الكبيرة التي دفعها الشباب من دمائهم وأرواحهم إلا أنها كانت بوابة التغيير الفعلي لشكل اليمن القادم وصار من المحال أن تعود اليمن إلى ما قبل يوم الكرامة، كانت دماء الشهداء والجرحى هي البرهان الحقيقي الذي لا يمكن أن يختلف عليه اثنان .

لم يكن الموت على أعتاب وجدران الكرامة أمراً مقصوداً لذاته ولا لاستجداء التعاطف الداخلي أو الخارجي كما يحلو للبعض أن يصوره بل كانت لحظة تضحية لها ما بعدها وتؤسس لمرحلة جديدة من التغيير والتأسيس والبناء وكانت هي المناسبة الأجدر لأن تكون بوابة العهد الجديد وكان اختيار ذكرى الكرامة الثانية في الثامن عشر من مارس 2013 يوماً لانطلاق الحوار الوطني الشامل الذي كان الترجمة الفعلية لتضحيات الشباب في جمعة الكرامة، واجتمع اليمنيون على أمر واحد مرة أخرى .

تبنى مكون الشباب في مؤتمر الحوار وبقوة مطالب الثورة والتغيير وحققوا نقلة نوعية جيدة في كافة فرق العمل المؤتمر وأسفر مؤتمر الحوار عن وثيقة الحوار الوطني الشامل التي حضت بإجماع داخلي وتأييد إقليمي ودولي.

يمكننا أن نعتبر مؤتمر الحوار الوطني الثمرة الأولى لثورة الشباب وتضحياتهم لكنها الثمرة التي ما كانت لتنضج لولا إصرار الشباب على مواصلة مسيرة الثورة وتبنى مطالب الشهداء، ولاشك أن مخرجات الحوار الوطني تحمل في طياتها العديد من الآمال والتطلعات الشبابية لبناء اليمن الجديد ولها الكثير من الاستحقاقات لتنفيذها وتطبيقها على كافة مؤسسات الدولة وضرورة التقييد بها كوثيقة أجمع عليها كل اليمنيين وكل هذا مرهون بإصرار الشباب على مواصلة ثورتهم في ساحات الثورة الجديدة لتنمية الإنسان وبناء المؤسسات وفضح الفساد والفاسدين وكشف المتورطين بالأعمال الإجرامية ضد اليمنيين والمطالبة بتحقيق العدالة في حق الجناة في جمعة الكرامة وغيرها من المجازر التي ارتكبت ضد شباب الثورة.

إن كرامة كل يمني حر ستظل مقيدة ومنقوصة مادام القتلة والمجرمون يسرحون دون أن تنالهم طائلة العدالة والمساءلة وستكون كل مخرجات الحوار وتوصياته حبراً على ورق ما لم يتبنها كل اليمنيين كمشروع للتغيير الجذري وأن نمنحها الوقت والجهد اللازم لتنفيذها بكافة بنودها.

الرحمة للشهداء .. الشفاء للجرحى .. الحرية للمعتقلين.. الكرامة لكل اليمنيين.

*عن صحيفة "الثورة".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد