في المباريات الرياضية, والألعاب, نرى انقساماً للجمهور بين فريقي التنافس على الفوز.. وربما نرى انقسام أبناء الأسرة الواحدة بين فريقين متنافسين, كل واحد يؤيد الفريق الذي يراه الأفضل؛ بل قد يظهر البعض التعصب الممقوت لفريقه, ويبقى كل ذلك مقبولاً؛ لأنها ليست سوى ألعابا للتسلية والترفيه..! أما ما نراه من أحوال جمهور مثقفي شعبنا, وأتباعهم, ومقلديهم من البسطاء, من مواقف تعصب غير مبرر لحكومة البلد الفلاني ضد البلد الفلاني, فهو أمر عجاب!! فثمة من هو: مرسي بمقابل سيسي, وبشار بمقابل داعش, وأردوغان بمقابل تقسيم, وأخيرا قطر بمقابل السعودية وحزبها..!! حتى أني فوجئت بمن يرفع شعاراً على مواقع التواصل الاجتماعي, قد صمم خصيصاً لإظهار الانضمام لهذه الإمارة على تلك المملكة, وربما أن البعض الآخر يرفع شعاراً معاكساً..!!
وبين كل هذا التضاؤل أطالع خبراً, بقعة ضوء تبشر بخير كبير..! الخبر نقلاً عن "يمن فويس": مصدر مسؤول رفيع المستوى مقرب من هادي أورد بأن هادي رفض دخول اليمن كطرف في هذا الصراع بين دول مجلس الخليج؛ بل وعرض على الجارة أن تقوم اليمن بدور الوساطة للصلح بينهم!! كلام كبير, من قائد كبير, يليق باليمن البلد الكبير, العظيم بتاريخه المجيد, وبجغرافيته المتفردة, وموقعه الحساس, وثرواته المخبوءة, وشعبه الفتي..!!
ما سأقوله ليس شماتة, وليس تخرصا, فانفراط عقد مجلس دول الخليج يمثل النتيجة الحتمية, السننية, لتاريخ طويل من ممارسات "بعض كبرائهم" لصور شتى من الإفساد في الأرض, وظلم العباد من مواطنيهم وغيرهم, وأذية للجار المسلم, المسالم, واستطالة على المستضعفين في الأرض..
قال تعالى لأنصار موسى بعدما قضى على طغاة ذاك الزمان "ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين, ونمكّن لهم في الأرض, ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون"! بعد ما كاد لنا "بعض ساسة" دول الجوار لدهر, وسعوا لإفقارنا, وإذلالنا, خشية أن نتسنم الدور اللائق بنا, ونسود المنطقة, جاءت إرادة السماء القاهرة, بما كانوا يحذرون, جاء زماننا, وسنصبح بعز عزيز أو بذل ذليل سادة المنطقة, ونحن لها وأهلها, فنحن نملك من المقومات النفسية, والمادية ما يؤهلنا لذلك..!!
نحن قبل كل شيء أهل الحكمة والإيمان, ورقة القلوب, والأفئدة ,واللين, والإحسان, وسنكون الأكرم, نحب سلامهم, ورقيهم, وحريتهم, وكرامتهم, وسنسعى في إصلاح حقيقي "لا كيدي" لحالهم بعد التشرذم..! فليع الجميع رسائل العالم الأول, والتي تعلن, وبصور شتى, بأن اليمن هي بطل المشهد في قادم الأيام, بعدما احترق كرت اللعبة القديم, وتبدلت مخططات القوم, وتغيرت استراتيجياتهم..!
فعلى شعب اليمن العظيم أن يعي الدور الكبير الذي يعده له القدر, ولينضج, ويترفع عن سفاسف المهام, وسفلياتها ليكون جديرا بمهمته الجديدة ..!! وليكف الجميع عن استمراء دور جمهور اللعبة, فقد أضحى يمننا العظيم "بإرادة الله" طرفا مؤثرا في اللعبة, بل وحجرها الذهبي.
.قد هيئوك لأمر لو فطنت له * فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل!!
نبيلة الوليدي
البطل الجديد للعبة...!! 1356