هناك بعض العناصر التي ظهرت في تاريخنا الإسلامي داخل الأمة، عملت على تكوين فكر مستورد من خارج الدائرة الإسلامية للدين الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ضللت به بعض العوام عن مفهوم الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وعملت جاهدة لتحريف الرسالة النبوية من رسالة منقذة للبشرية من العمى ومحررة له من الاستبداد والظلم والطغيان إلى رسالة ملكية أسرية يحتم على الناس عبودية الأسرة النبوية واحتكار الفهم والتفسيرات الدينية عليها، وأعطت لنفسها العصمة في القول والقانون والحكم السياسي، ولا يجوز لأحد مخالفتها وإلا كان خارجاً عن الدين يستحق القتل والدمار لأهله والمصادرة لممتلكاته تحت فكر متخلف إرهابي بعيد عن حقيقة رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزعم هؤلاء أن الأسرة النبوية هي من تملك حق الإنقاذ الديني والملك السياسي لا يجوز أن يخرج من أسرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وإذا عدنا إلى أصل الدين والوحي المحمدي نجد هذه الدعوى الفاشية دعوة كسروية تحتكر الدين والسياسة للأسرة وتحرم جماهير المسلمين الذي جاء الإسلام ليحررهم من هذه المفاهيم ويأبى احتكار الدين والسياسة في بيت فالرسول يتلوا علينا ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء) وهو صلى الله عليه وسلم يعلنها صارخة أنه ليس داعي ملك ولا احتكار سلطة لأهله ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم أني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إليَّ ) ولم نجد ولا أية واحدة تدعونا ليكون احتكار الدين وفهمه مقصوراً على آل البيت كما تزعم طائفة الاحتكار الانحرافي للدين ودعوى الإمامة والملك.

 بل إننا وجدنا رسولنا يقول للمدعوين ( لا أسألكم عليه أجراً ) وأي جريمة أكبر من أن يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم منحهم حق الملك والدين لا يجوز أن يتجاوزهم وكأنه دين وراثي وملك وراثي يؤصله الدين وأيّ أجر أكبر من أن يقول الرسول الملك والدين في أسرتي مع أن الله تعالى يقول (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) ويقول في الملك ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئا) فأين الخصوصية السياسية والدينية هنا للأسرة المدعية وهل احتكار مفهوم الدين والسلطة أجر على رسالته صلى الله عليه وسلم لأسرته أم هي دعوى باطلة استحل بها الزائغون من أهل هذه الدعوى الدماء والأموال والأعراض بل نراهم يفجرون في صيحاتهم مدارس القرآن ودور السنة النبوية, ويرجعون صيحتهم وكأنهم يفجرون المعامل النووية الإسرائيلية وكأن الذين يدرسون قرآن محمد وسنته هم اليهود الذين يرددن في صيحتهم الموت لأمريكا الموت لإسرائيل وهم يهدمون بيوت تعليم كتاب الله الذي أتى به محمد..

                                                       ما السر في ذلك ؟! .