الكثير منا شاهد الصور الليلية المدهشة التي أظهرت روعة المكان وجمال المنظر لأعظم مشروع يمني تم افتتاحه في عهد الرئيس هادي ألا وهو جسر دار سلم، الذي فاجأ الجميع بالفترة الزمنية القياسية التي تم تنفيذه فيها وبمواصفات راقية، والأجمل أنها بأيدي محلية .

وكم كان يوماً جميلاً حدث افتتاح أمين العاصمة صنعاء -عبدالقادر علي هلال-السبت الماضي مشروع الجسر إضافة إلى نفق جولة دار سلم جنوب العاصمة صنعاء تقاطع شارع الخمسين مع شارع تعز والبالغة تكلفته مليارين و 274 مليوناً و570 ألف ريال بتمويل حكومي والذي يعد أول جسر ونفق ينفذ بمواصفات عالمية على مستوى اليمن والذي أنجزته المؤسسة المنفذة في زمن قياسي وبأعلى وأدق المواصفات وقبل موعد تسليمه بشهرين تقريباً.

 وفي أجواء من الفرحة الحقيقية لمشروع حقيقي لم يعهد من قبل أوضح هلال.. أن مشروع جسر ونفق جولة دار سلم من أهم المشاريع الإستراتيجية في العاصمة صنعاء كونه يقع في أهم مداخل العاصمة (المدخل الجنوبي الرابط بين العاصمة وباقي المحافظات ) وأكثرها ازدحاماً حيث سيعمل على استيعاب الحركة المرورية الكبيرة الناتجة عن التطوير الحضري الكبير الذي تشهده المنطقة الوقع فيها المشروع الأمر الذي سيحد من الازدحام المروري وتحسين حركة المرور في التقاطع.

الجميل في الموضوع أن الجسر صمم ونفذ بأيدي محلية الأمر الذي يعكس التحول الكبير في النفسيات وتحمل المسؤوليات المناطة على عواتق الآخرين.

 

ولقد أشاد مدير مؤسسة عبدالعزيز التام للتجارة والمقاولات العامة- المنفذة للمشروع بتعاون قيادة أمانة العاصمة صنعاء والموطنين في انجاز المشروع الذي تم إعداد فكرة تصميمه ودراسته التفصيلية بكوادر يمنية وعمالة محلية ممن حازوا على شهادة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وشهادة الجودة العالمية، الأمر الذي مكنهم من تنفيذ المشروع الذي يعد من أضخم المشاريع نظراً لتكونه من جزأين رئيسيين الأول جسر خرساني لمرور المركبات باتجاه شارع الخمسين وبطول إجمالي 515 متراً، وبعرض أكثر من 15 متراً، ويتكون الجزء الثاني من نفق خرساني لمرور المركبات باتجاه شارع تعز وبطول إجمالي 460 متراً وبعرض أكثر من 16 متراً.

 إذاً نحن أمام نموذج فريد قلما كنا نراه في السابق، فعلاً إنه المشروع الذي يمثل نقطة ضوء في ليل مظلم، وصورة ملونة في زمن الأسود والأبيض، وفعلاً إيجابياً في زمن كثر فيه التعساء من أصحاب المشاريع الصغيرة التي يرمون من خلالها الاستئثار بخيرات هذا البلد من أجل أطماعهم "وطز بالشعب ".

 

مثلما كنا نقول وما زلنا وسنبقى أن في الشعب ثمة شرفاء يعملون لصالح الوطن من مواقعهم المختلفة، هذه إمرة أن الأجواء التي أعقبت الثورة في البلاد ساعدت على إبرازهم وإظهار منجزاتهم التي يخدمون بهم شعبهم، أما أصحاب المشاريع الصغيرة، والأطماع الضيقة فلن يغفر لهم التاريخ والشعب والأيام بيننا.